ما كان أخباراً مسربة بات رسمياً، فبعد التأكيد السعودي ها هي إيران تؤكد جلوسها على طاولة مفاوضات لخفض التوتر مع غريمها الإقليمي، وإن كانت لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن.
وقال سعيد خطيب زادة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رداً على سؤال في شأن لقاءات مع السعودية، "هدف المباحثات كان ثنائياً وإقليمياً بالطبع، رحبنا دائماً بمباحثات كهذه على أي مستوى، وفي أي شكل، وهذه ليست سياسة جديدة بالنسبة لنا".
وكانت تقارير قد أفادت في أبريل (نيسان)، بأن مسؤولين إيرانيين وسعوديين التقوا في بغداد، في لقاء مباشر يعد الأبرز بين البلدين منذ انقطاع العلاقة قبل ست سنوات.
ومن ذلك الحين، أكدت مصادر عدة حصول هذه المباحثات، إلا أنها المرة الأولى التي تؤكد فيها طهران حدوث تواصل بين الجانبين، بعد أن اكتفت خلال الفترة الماضية بتأكيد موقفها السابق المؤيد للحوار مع الرياض.
وتابع زادة، "دعونا ننتظر ونرى نتائج هذه المباحثات ونحكم بناءً على ذلك"، معتبراً أنه "لا يزال من المبكر جداً الحديث عن تفاصيل هذه المفاوضات والمباحثات"، إلا أنه اعتبر "خفض التوتر وإرساء روابط بين بلدين مسلمين كبيرين في منطقة الخليج يصب في صالح الأمتين".
وكانت العلاقة بين الطرفين قد انقطعت في يناير (كانون الثاني) 2016، إثر هجوم على سفارة الرياض في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مشهد (شمال شرق).
بعد أيام من التأكيد السعودي
وكان مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قد أكد في السابع من مايو (أيار) الجاري، وجود محادثات بين الرياض وطهران لتسوية خلافاتهما الإقليمية.
وأضاف رائد كرملي، رئيس تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية، في تصريح لوكالة "رويترز"، أن "المحادثات مع إيران تهدف إلى استكشاف طرق للحد من التوتر في المنطقة".
وحول تفاصيل تلك اللقاءات قال كرملي، إن بلاده "تأمل في نجاح المحادثات، لكن من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات محددة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الرئيس العراقي برهم صالح، قد أكد، الأربعاء الماضي، استضافة بلاده أكثر من جولة محادثات بين السعودية وإيران.
وعلى الرغم من أن صالح لم يدل بأي تفاصيل عن طبيعتها، فإنه أكد وجودها فعلاً في بغداد، خلال مقابلة أجرتها معه مؤسسة الأبحاث "بيروت إنستيتيوت" عبر الإنترنت.
محاور المباحثات
وكانت "رويترز" قد نقلت في وقت سابق عن مسؤولين شرق أوسطيين أن التركيز الأساسي في المباحثات كان على اليمن، حيث يقاتل تحالف بقيادة السعودية ميليشيات الحوثي، التي صعدت هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ على أراضيها.
وقال المصدر ذاته، إن الجانب الإيراني "وعد باستخدام نفوذ طهران لوقف هجمات الحوثيين على السعودية، وطلب في المقابل أن تدعم الرياض المحادثات النووية، وهو ما أكده مصدر آخر مطلع على الأمر".
"فاينانشيال تايمز" بدورها، أكدت الأخبار، ووصفت المباحثات بـ"الإيجابية". وقالت إنها تطرقت بشكل أساسي إلى النزاع في اليمن.
لكن الرياض تشترط دائماً تغييراً في سلوك طهران، كما ورد في تصريح سابق لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عندما قال، "نريد من إيران وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وسلوكها العدواني، وعند استعدادها لذلك فإن الأبواب ستفتح ليس للتقارب فحسب، بل حتى للشراكة".
وأضاف في حواره الذي بثته شبكة "سي أن أن"، "إذا كانت إيران على استعداد لمعاملة دول المنطقة باحترام ومحاولة تعزيز نفوذها من خلال القنوات الطبيعية والنشاط بين الدول، فأعتقد أنه شيء يمكننا أن نأمله، ونود رؤيته، لأنه في النهاية إيران جزء من المنطقة، وستبقى جزءاً منها".