ارتفع معدل طلب الطلاق لدى شركات المحاماة بنسبة 95 في المئة في أعقاب الجائحة، فيما تشكل النساء النسبة الأكبر من مقدمي الطلبات، وفقاً لأحدث البيانات.
وكشفت المعطيات الصادرة عن أكبر شركة محاماة في المملكة المتحدة، والتي اطلعت عليها "اندبندنت" بشكل حصري، عن أن عدد الطلبات ارتفع من 4505 بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) من العام الماضي، إلى 8801 طلب بين يناير ومارس من هذا العام.
واكتشفت شركة "ستو" للمحاماة، المتخصصة في قانون الأسرة، بعد إجرائها استطلاعاً لآراء 400 شخص يتوزعون في كل أنحاء البلاد أن ثلاثة أرباع الأزواج الذين انفصلوا أو طلقوا خلال أزمة فيروس كورونا يقولون إنهم لم يعانوا أي مشاكل قبل بداية الجائحة.
ووجد الاستطلاع أن السبب الرئيس الذي يقدمه الأزواج للانفصال هو قضاء كثير من الوقت سوية، الأمر الذي أدى إلى نشوب كثير من الخلافات، وهو ما قاله تقريباً ربع المشاركين في الاستطلاع.
وذكر شخصان من كل عشرة الضغوط المالية، بينما شعرت نسبة مشابهة من بينهم بأنهم تباعدوا عن الشريك أو الزوج.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية أن أرجحية تقديم النساء طلب الطلاق أعلى من الرجال في إنجلترا وويلز منذ عام 1949، وقد طلبت الزوجة الطلاق في 62 في المئة من حالات الانفصال بين الرجال والنساء في عام 2019.
وبينما لم تختلف هذه النسبة عن العام السابق، فقد تقلص الفارق بين النساء والرجال الذين يقدمون طلب الحصول على الطلاق خلال السنوات القليلة الماضية؛ إذ تراجع بعشر نقاط مئوية منذ بلوغ نسبة الطلبات نقطة الذروة في عام 1992 حين طالبت النساء بالطلاق في 72 في المئة من الحالات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت إيما نيومن، المديرة الإدارية في شركة "ستو" للقانون الأسري لـ"اندبندنت"، "نظرت إلى لائحة الأشخاص الذين يطلبون مشورتي القانونية. وكنت أقرأ ما جاء فيها: أقام علاقة خارج إطار الزواج، كان عنيفاً، كان سلوكه مزعجاً جداً".
"عندما أنظر إلى لائحتي، حتى في حال الطلبات التي قدمها موكلي من الرجال، ألاحظ أن عدد طلبات الطلاق المقدمة تشير إلى أن الرجل هو السبب الأكثر في الانفصال، سواء بسبب السلوك أو الخيانة الزوجية، لكن لديّ موكلين رجالاً أيضاً تصرفت زوجاتهن بطريقة غير عقلانية".
وقالت السيدة نيومن، التي تعمل محامية منذ 22 عاماً، إن التعامل مع عمليات الطلاق وظيفة تضغط على الأعصاب وبعض المحامين الجدد في الشركة يستصعبون بشكل خاص الاستماع إلى "القصص المريعة" من موكليهم.
وأضافت، "يلجأ المحامون إلى المعالجين النفسيين لتخفيف العبء عن كاهلهم، علماً بأن الصحة النفسية للمحامين غالباً ما تتأثر بالمشاعر التي يثيرها تعاملهم مع موكليهم. فلدى كل محامٍ ما بين 40 و50 موكل".
وشرحت السيدة نيومن أن الجائحة سلطت الضوء على العلاقات التي كانت متصدعة أساساً، مضيفة أن الناس كانوا يقضون وقتاً أقل في العمل من المنزل، وكانوا قادرين على رؤية الأصدقاء أو أفراد العائلة قبل أزمة الصحة العامة.
وأردفت قائلةً "إنه لمن الصعب أن تعلق تحت سقف واحد مع شخص مدمن على الكحول أو عنيف أو لا يعاملك جيداً".
"فالجائحة تفاقم التوترات الموجودة في الأساس. قد يكون الأشخاص قد ابتعدوا عن بعضهم البعض ولا يدركون ذلك إلى أن يقضوا مزيداً من الوقت سوية. هذه الحالات محزنة جداً، لم يُسئ أي طرف التصرف. كما أن الجائحة دفعت الناس إلى إعادة تقييم حياتهم".
ووجد البحث كذلك أن 7 من كل 10 أشخاص يشعرون بمزيد من القلق في شأن وضعهم المالي بسبب أزمة كوفيد، في حين اعتبر نصفهم تقريباً أن المخاوف المالية كانت السبب في إثارة الصراعات في علاقاتهم.
© The Independent