سجلت الهند، اليوم الخميس، أكثر من أربعة آلاف وفاة بـ"كوفيد-19" لليوم الثاني على التوالي بينما بقيت حالات العدوى دون 400 ألف لليوم الرابع.
لكن المرض ينتشر حالياً في مناطق ريفية يمكن أن يكون تسجيل الحالات فيها أقل بسبب نقص عمليات الفحص.
وليس لدى الخبراء توقعات واضحة عن وقت وصول الأعداد للذروة، وتتزايد المخاوف بشأن درجة عدوى السلالة التي تسببت في موجة التفشي الأعنف في الهند وتنتشر حالياً في أنحاء العالم.
والموقف الوبائي متدهور بشكل خاص في المناطق الريفية في ولاية أوتار براديش، أكثر ولايات البلاد اكتظاظاً بالسكان، حيث يقطنها نحو 320 مليون نسمة. وتظهر لقطات تلفزيونية الأسر وهي تنتحب على المتوفين من المرض في مستشفيات أو يقيمون الخيام في المناطق التي يعالج فيها ذويهم.
وطفت جثث في نهر الغانج الذي يمر عبر الولاية مع اكتظاظ محارق الجثث ونقص الأخشاب اللازمة لعملية الحرق.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة الهندية تسجيل البلاد 362727 إصابة جديدة بفيروس كورونا في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع مجمل الإصابات إلى 23.7 مليون.
وقفزت الوفيات في الدولة الواقعة في جنوب آسيا بواقع 4120 إلى 258317 وفاة إجمالاً.
وتزامن الارتفاع الحاد في عدد الإصابات مع بطء عمليات التحصين على الرغم من أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أعلن أن اللقاحات ستكون متاحة لكل البالغين اعتباراً من الأول من مايو (أيار).
17419 إصابة جديدة في ألمانيا
أظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، اليوم الخميس، أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا ارتفع إلى ثلاثة ملايين و565704 بعد تسجيل 17419 إصابة جديدة.
وأشارت البيانات إلى تسجيل 278 وفاة أخرى ليرتفع عدد الوفيات إجمالاً إلى 85658.
هل كان بإمكان العالم تجنب كورونا؟
قال خبراء مستقلون كلفتهم منظمة الصحة العالمية وضع تقرير عن الجائحة إن "كوفيد-19" الذي أودى بحياة أكثر من 3,3 مليون شخص وأصاب عشرات الملايين ودمر الاقتصادات العالمية "كان بالإمكان تجنبه"، وفي تقرير نشر، الأربعاء، 12 مايو، وصفوا الوباء بـ"تشيرنوبيل القرن الـ21"، ودعوا إلى إصلاحات واسعة وبشكل عاجل لأنظمة الإنذار والوقاية، وقالت إلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا السابقة، "كان من الممكن تجنب الوضع الذي نحن فيه اليوم"، وأضافت، "نحن ندرك أن الناس غاضبون ومنزعجون، لكن لا يوجد فرد أو بلد واحد فقط مسؤول"، بخلاف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي كانت الصين ومنظمة الصحة العالمية بالنسبة إليه مسؤولتين وحدهما عن الكارثتين الصحية والاقتصادية اللتين مني بهما العالم، وأكدت سيرليف في مؤتمر صحافي أن "هذا الوضع يعزا إلى عدد لا يحصى من الإخفاقات والثغرات والتأخيرات في الاستعداد والاستجابة" للوباء.
وجاء في التقرير أيضاً أنه "من الواضح أن خيارات استراتيجية سيئة والافتقار للإرادة في مواجهة التفاوتات وضعف التنسيق خلقت مزيجاً ساماً مكن الوباء من التحول إلى أزمة بشرية كارثية".
وأمضت هذه اللجنة المستقلة المؤلفة من 13 خبيراً، والتي أنشأها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس وفقاً لقرار تم تبنيه في مايو، 2020 من قبل الدول الأعضاء في المنظمة، الأشهر الثمانية الماضية في درس انتشار الوباء والتدابير التي اتخذتها منظمة الصحة والدول لمواجهته، لأنه منذ بداية الأزمة، تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات بسبب الكيفية التي استجابت بها للأزمة، خصوصاً التأخير في التوصية بوضع كمامة.
وجاءت الانتقادات بشكل خاص من الولايات المتحدة التي اتهمت المنظمة بأنها كانت متهاونة جداً مع الصين ووصفها ترمب وقتها بأنها "دمية للصين"، حيث ظهر فيروس كورونا وأنها أخرت إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية، أما الصين، فاتهمت بمحاولة التستر على انتشار الوباء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلقت رئيسة الوزراء النيوزيلندية السابقة هيلين كلارك التي شاركت في رئاسة اللجنة قائلة، "يمكننا القول إن هناك تأخيرات واضحة في الصين لكن كانت هناك تأخيرات في كل مكان"، وتابعت، "عندما بدأت المعلومات تصل إلى منظمة الصحة العالمية، من الواضح أن المنظمة لم يكن لديها التفويض الكافي للتحقيق ثم التأكيد بسرعة من أن وباء خطيراً في طور الانتشار".
وجاء في التقرير أنه "في وقت كان الفيروس ينتشر، تراكمت المعلومات وتأخرت القرارات في انتظار الردود على كثير من رسائل البريد الإلكتروني الرسمية المتبادلة".
ورأى الخبراء أنه "مر وقت طويل" بين الإبلاغ عن أولى حالات الإصابة بالتهاب رئوي مجهول المنشأ في النصف الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 2019 وإعلان منظمة الصحة العالمية في 30 يناير (كانون الثاني) حالة طوارئ صحية عالمية.
وبالنسبة إلى الخبراء، كان من الممكن إعلان ذلك على الأقل في الاجتماع الأول للجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية في 22 يناير، لكن حتى لو أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية قبل أسبوع، فإن الأمور لم تكن لتتغير في مواجهة "تراخي العديد من البلدان"، بحسب كلارك، لأن العواصم لم تبدأ بإدراك حجم الخطر سوى في 11 مارس (آذار) عندما صنف غيبرييسوس الفيروس بأنه جائحة.
وفي هذا السياق، كان فبراير (شباط) 2020 "شهراً ضائعاً" إذ كان بإمكان العديد من البلدان خلاله اتخاذ إجراءات لوقف انتشار الفيروس، وفي النهاية، سمحت "التأخيرات والتردد والإنكار" للوباء ثم الجائحة بالانتشار، كما خلص إليه التقرير.
ويوصي فريق الخبراء بأن تتبنى الحكومات والمجتمع الدولي من دون تأخير مجموعة من الإصلاحات التي تهدف إلى تغيير نظام التأهب والإنذار والاستجابة للأوبئة العالمية، لذلك، يقترح التقرير طرقاً عدة بما فيها إنشاء مجلس عالمي لمكافحة التهديدات الصحية وكذلك إنشاء نظام مراقبة عالمي جديد قائم على "الشفافية الكاملة".
ويفترض أن يمنح هذا النظام منظمة الصحة العالمية القدرة على نشر المعلومات على الفور حول الأوبئة التي يمكن أن تستحيل جائحة من دون الحصول على موافقة من الدول، كما أن التقرير يقدم سلسلة من التوصيات للتطبيق الفوري من أجل وضع حد لانتشار كورونا بما فيها دعوة الدول الغنية إلى توفير أكثر من ملياري جرعة من اللقاح بحلول منتصف عام 2022 منها مليار على الأقل بحلول سبتمبر (أيلول).