ارتفعت درجة حرارة القطب الشمالي ثلاث مرات أسرع من حرارة كوكب الأرض منذ عام 1971، أي أكثر مما كان يُعتقد سابقاً، وفقاً لتقرير برنامج الرصد والتقييم في القطب الشمالي الذي صدر الخميس 20 مايو (أيار).
ويكتسب كل جزء من الدرجة أهمية في هذا المجال، إذ إن احتمالات اختفاء الجليد البحري تماماً في الصيف، قبل أن يتكون مجدداً خلال فصل الشتاء، تكون أعلى بعشر مرات إذا زادت الحرارة على الأرض درجتين مئويتين بدلاً من درجة ونصف درجة مئوية، وهي الأهداف التي حددها اتفاق باريس.
"أكثر من ضعف المتوسط العالمي"
ووردت هذه البيانات المقلقة في التقرير المحدث لبرنامج الرصد والتقييم عن تغير المناخ في القطب الشمالي، الذي صدر بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري لمجلس القطب الشمالي، الذي يضم البلدان المشاطئة للمنطقة هذا الأسبوع في ريكيافيك.
وقال معدّو التقرير إن من "أحد التحديثات المهمة يفيد بأن متوسط الزيادة السنوية لحرارة سطح القطب الشمالي (اليابسة والبحر) بين عامي 1971 و2019 كان أكبر بثلاث مرات من الزيادة في المتوسط العالمي خلال الفترة نفسها، وهو أكثر ما أشارت إليه تقييمات البرنامج السابقة".
وكان التحديث السابق الذي نُشر عام 2019 لاحظ أن الاحترار في القطب الشمالي بلغ "أكثر من ضعف المتوسط العالمي"، وهي فجوة تزداد حدة في الشتاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف التقرير الصادر الخميس أن متوسط درجة الحرارة السنوية في هذه المنطقة الشمالية ارتفع في أقل من نصف قرن، أي من عام 1971 إلى عام 2019، بمقدار 3.1 درجة مئوية فيما ارتفعت درجة حرارة الكوكب في الفترة نفسها بمقدار درجة مئوية واحدة.
من دون جليد
وأضاف معدّو التقرير أن "الغالبية العظمى من النماذج في معظم سيناريوهات انبعاثات (الغازات الدفيئة) تشير إلى أن القطب الشمالي قد يصبح قبل عام 2050 للمرة الأولى من دون جليد تقريباً في سبتمبر (أيلول)"، وهو الشهر الذي يكون فيه الغطاء الجليدي عموماً في أدنى مستوياته".
ورأوا أن "احتمال حلول صيف في القطب الشمالي من دون جليد (بحري) في حال بلغ الاحترار العالمي درجتين مئويتين، أكبر بعشر مرات مما هو في حال اقتصر الاحترار على درجة ونصف الدرجة".
وخلص التقرير إلى أن متوسط درجات الحرارة في القطب الشمالي بحلول نهاية القرن سيرتفع 3.3 درجات مئوية وعشر درجات مئوية أعلى من متوسطها خلال الفترة 1985-2014، علماً أن الرقم الدقيق يتوقف على حجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المستقبل.