حذرت المنظمة الدولية للهجرة، الأربعاء 26 مايو (أيار)، من أن الأزمات المتلاحقة في لبنان، من الانهيار الاقتصادي إلى انتشار جائحة كورونا ثم انفجار مرفأ بيروت، فاقمت معاناة العمال المهاجرين الذين بات أكثر من نصفهم عاطلاً من العمل.
وأوردت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، أن "50 في المئة من المهاجرين ممن شملتهم الدراسة أفادوا بأنهم عاطلون من العمل، إذ فقدت الغالبية وظائفها في الربع الأخير من عام 2020".
ونقلت المنظمة عن "أكثر من 50 في المئة بأنهم غير قادرين على تلبية حاجاتهم الغذائية"، كما قال نحو "نصفهم إنهم يقيمون في ظروف غير آمنة ومن دون المستوى المطلوب بسبب عدم ملاءمة المساكن، وارتفاع الإيجارات، والتهديد بالإخلاء الوشيك والمنازل المتضررة".
أشكال مختلفة من الإيذاء
ويعيش في لبنان عشرات الآلاف من عمال الخدمة المنزلية، غالبيتهم العظمى من النساء اللواتي يحملن تصاريح عمل ويتحدر القسم الأكبر منهن من إثيوبيا والفيليبين وبنغلاديش. وقد غادر كثير من هؤلاء خلال العام الماضي بعدما صاروا عاجزين عن نيل رواتبهم بالدولار مع انهيار قيمة العملة المحلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووجد تقرير المنظمة الدولية للهجرة "استعداداً كبيراً بين نصف المستجيبين للعودة إلى بلدان المنشأ".
وأفاد كثر وفق التقرير، "بأنهم يتعرضون لأشكال مختلفة من الإيذاء الجسدي والنفسي، بما في ذلك التنمر والضرب والتحرش الجنسي والإجبار على العمل لساعات طويلة، فضلاً عن الحرمان من الأجور".
ولا يشمل قانون العمل في لبنان عاملات المنازل المهاجرات اللواتي يخضعن لنظام كفالة يربط إقامتهن القانونية بعلاقة تعاقدية مع أرباب العمل. ويمنح هذا النظام أصحاب العمل "سيطرة شبه كاملة" على حياة العاملات الأجنبيات، ويجعلهن عرضة لكل أشكال الاستغلال وسوء المعاملة مقابل رواتب ضئيلة.
العودة الطوعية
ومنذ صيف العام 2019، على وقع الانهيار الاقتصادي الأسوأ في لبنان، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 85 في المئة من قيمتها، وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.
ونقل التقرير عن عاملات مهاجرات قولهن إنه "ليس أمامهن خيار آخر سوى اللجوء إلى العمل الاستغلالي أو الخطير أو غير القانوني لإعالة أسرهن".
وقال مدير مكتب المنظمة في لبنان، ماتيو لوسيانو، "من المتوقع أن يزداد تعرض المهاجرين للاستغلال وسوء المعاملة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي واستمرار محدودية فرص العمل".
وأكد لوسيانو "أن هناك حاجة ملحة للتوسع السريع في نطاق خدمات مساعدة العودة الطوعية في لبنان".
وتسعى المنظمة إلى الحصول على تمويل يوسع نطاق برنامجها لدعم العودة الطوعية للمهاجرين إلى بلادهم.