عاودت أسعار النفط العالمية مكاسبها الأسبوعية، وظل خام برنت متماسكاً قرب مستوى 70 دولاراً للبرميل، إذ طغت بيانات اقتصادية أميركية إيجابية وتوقعات بانتعاش للطلب العالمي على مخاوف حيال زيادة الإمدادات من إيران عند رفع العقوبات.
وأنهى سعر عقود برنت القياسي تسليم يوليو (تموز) الأسبوع على صعود قوي 3.4 في المئة، تعادل 2.28 دولار، ليغلق عند 68.72 دولار. في حين زاد سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يوليو 4.3 في المئة خلال الأسبوع تعادل 2.74 دولار، ليسجل 66.32 دولار للبرميل.
وقال أويجن فاينبرج، المحلل لدى "كومرتس بنك" الألماني، "بدعم البيانات الاقتصادية الجيدة والإقبال على المخاطرة من جانب المستثمرين في الأسواق المالية، يتجه (برنت) من جديد إلى مستوى 70 دولاراً للبرميل"، مضيفاً "المخاوف في شأن الطلب بسبب الجائحة تنحسر بفعل التفاؤل في ضوء العودة السريعة إلى المستهلكين".
وتحولت أسعار النفط إلى الهبوط في نهاية الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع مع تقلبات ملحوظة، لتسجل أول تراجع لها في 6 جلسات متتالية، حيث هبط سعر خام برنت القياسي نحو 0.7 في المئة، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.8 في المئة.
وكانت أسعار النفط قد سجلت، الخميس، أطول موجة مكاسب يومية منذ فبراير (شباط) الماضي، بعد ارتفاعها خمس جلسات متتالية.
صعود شهري
وتتجه أسعار الخام إلى تسجيل صعود شهري خلال مايو (أيار) الحالي، مواصلة مكاسبها للشهر السادس على التوالي، مع توقعات بعودة الطلب العالمي على الخام إلى مستويات ما قبل كورونا، قرب مئة مليون برميل يومياً في الربع الثالث من العام بدعم موسم السفر الصيفي في أوروبا والولايات المتحدة، وذلك بعد برامج التطعيم واسعة النطاق باللقاحات المضادة للفيروس.
وارتفع سعر برميل خام برنت القياسي العالمي نحو 2.9 في المئة خلال أبريل 2021، في حين سجل الخام الأميركي مكاسب نحو 4.3 في المئة.
اجتماع "أوبك+"
ووسط ترقب الأسواق النفطية، من المقرر أن تعقد مجموعة "أوبك+"، التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا وحلفاء آخرين، اجتماعها، الثلاثاء، لبحث تطورات الأسواق، والنظر في مستويات الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس (آب)، والاتفاق على سياسات الإنتاج المتبعة.
وقالت مصادر في "أوبك"، "من المرجح عدم تغيير وتيرة التخفيف التدريجي للقيود المفروضة على المعروض النفطي، إذ يفاضل المنتجون بين توقعات تعافي الطلب وزيادة محتملة في الإمدادات الإيرانية". وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها قد قرروا في أبريل (نيسان) إعادة 2.1 مليون برميل يومياً من المعروض إلى السوق بين مايو ويوليو، توقعاً لارتفاع الطلب العالمي على الرغم تنامي إصابات كورونا في الهند.
قفزة الإنتاج الأميركي
قفز إنتاج النفط في الولايات المتحدة، محققاً أضخم زيادة شهرية في 16 عاماً خلال مارس (آذار)، أعلى 11 مليون برميل يومياً بعد الهبوط الحاد في الشهر السابق، بسبب موجة الصقيع الشديدة التي ضربت ولاية تكساس، التي أدت إلى تجمد آبار النفط والغاز الطبيعي في تكساس وولايات أخرى جنوب ووسط البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الجمعة، ارتفع إنتاج الولايات المتحدة النفطي 14.3 في المئة، ما يعادل 1.4 مليون برميل، إلى مستوى 11.2 مليون برميل يومياً خلال مارس الماضي، مقابل 9.783 مليون برميل يومياً في فبراير بعد التعديل بالخفض.
وتعد زيادة الإنتاج بنحو 1.4 مليون برميل يومياً في مارس هي الأضخم شهرياً على بيانات إدارة المعلومات التي ترجع حتى عام 2005.
وقفز إنتاج الغاز الطبيعي في ولايات البر الرئيس الثماني والأربعين قفزة قياسية بلغت 7.8 مليار قدم مكعبة يومياً في مارس، ليسجل ذروته في 11 شهراً عند 102.6 مليار قدم مكعبة يومياً، بعد تراجعه القياسي 8.1 مليار قدم مكعبة يومياً في فبراير إلى أدنى مستوى في 31 شهراً عند 94.8 مليار قدم مكعبة يومياً.
ارتفاع عدد الحفارات الأميركية
وسجلت أعداد حفارات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة ارتفاعاً للأسبوع الرابع على التوالي، بينما تراجعت منصات الغاز الطبيعي.
وأظهر التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية، الجمعة، زيادة عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة بواقع 3 إلى 359 هذا الأسبوع المنتهي في 28 من مايو. وجاءت الزيادة في حقل برميان بمقدار حفارتين، ليصل الإجمالي إلى 232 حفاراً.
وفي أحواض خارج منطقة الصخري، زادت الحفارات بمقدار واحد، ليصل عددها إلى 52 حفاراً خلال الأسبوع الماضي.
وفي المقابل، تراجع عدد حفارات الغاز الطبيعي بنسبة طفيفة واحد في المئة، بما يعادل حفار واحد إلى 98 حفاراً، بينما صعد إجماليها، غاز ونفط معاً، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلاً، اثنين في المئة على أساس أسبوعي، نحو حفارين إلى 457 حفاراً.