اعتبر سكرتير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، الإثنين 31 مايو (أيار)، أن التجسس على مسؤولين أوروبيين من جانب أجهزة أميركية بمساعدة الدنمارك سيكون أمراً "خطراً للغاية" في حال ثبوته. وقال بون عبر تلفزيون وإذاعة "فرانس إنفو" إن الأمر "خطر للغاية، ويجب التحقق مما إذا كان شركاؤنا الدنماركيون في الاتحاد الأوروبي ارتكبوا أخطاء في تعاونهم مع الأجهزة الأميركية، ثم من الجانب الأميركي، وينبغي رؤية ما إذا كان قد حصل تنصّت أو تجسس على مسؤولين سياسيين".
ولم يستبعد فكرة أن تترتب على الأمر "عواقب في ما يخص التعاون" مع الولايات المتحدة.
وأضاف، "لسنا في عالم مثالي، وهذا النوع من التصرف يمكن أن يحصل، وسنتحقق منه". وتابع، "يجب أن تكون هناك ثقة تعاون أدنى بين الحلفاء، وهذه الأحداث المحتملة خطرة ويجب التحقق منها، ومن ثم استخلاص العواقب التي تترتب عليها في ما يخص التعاون".
برنامج تعاون مع المخابرات الدنماركية
وأفادت وسائل إعلام دنماركية وأوروبية، الأحد، بأن الولايات المتحدة تجسست على سياسيين أوروبيين بارزين، بينهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بين عامي 2012 و2014 بواسطة برنامج تعاون مع المخابرات الدنماركية.
وقالت هيئة الإذاعة الدنماركية العامة، إن وكالة الأمن القومي الأميركية (أن أس أي) تنصتت على كابلات الإنترنت الدنماركية للتجسس على سياسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في ألمانيا والسويد والنروج وفرنسا.
وأضافت أن وكالة الأمن القومي استغلت تعاونها في مجال المراقبة مع وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية للقيام بذلك.
ولم ترد وزارة الدفاع الدنماركية على طلبات وكالة الصحافة الفرنسية للتعليق.
ووفق الهيئة، جرى إبلاغ وزيرة الدفاع ترين برامسن التي تولت الوزارة في يونيو (يونيو) 2019، بالتجسس في أغسطس (آب) 2020. وقالت الوزيرة للهيئة الإذاعية، إن "التنصت المنهجي على حلفاء مقربين أمر غير مقبول".
تحقيق مشترك
وكشفت المعلومات إثر تحقيق أجرته هيئة الإذاعة الدنماركية مع تلفزيون "أس في تي" وشبكة "أن آي كاي" النرويجية ووسائل إعلام ألمانية وصحيفة "لوموند" الفرنسية.
وقالت الإذاعة الدنماركية إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ووزير الخارجية السابق فرانك فالتر شتاينماير وزعيم المعارضة آنذاك بير شتاينبروك كانوا بين من تجسست عليهم وكالة الأمن القومي الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتستضيف الدنمارك، الحليف المقرب من الولايات المتحدة، عدة محطات إنزال لكابلات الإنترنت البحرية من وإلى السويد والنرويج وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة.
وفي واشنطن، لم ترد الوكالة بعد على طلب للتعقيب وأحجم مدير مكتب مدير المخابرات الوطنية عن التعليق، كما أفادت وكالة "رويترز".
"عملية دنهامر"
وكانت الوكالة الأميركية تملك إمكانية الاطلاع على رسائل الجوال والمكالمات الهاتفية وسجل الإنترنت، بما في ذلك عمليات البحث وخدمات المحادثة.
وذكرت تفاصيل التجسس في تقرير داخلي وضعته وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية تحت اسم "عملية دنهامر" وقدم إلى قيادة الوحدة في مايو (أيار) 2015.
وأوضحت هيئة الإذاعة الدنماركية أن معلوماتها مستقاة من تسعة مصادر مختلفة لها اطلاع على تقارير وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية، وشددت على أن مصادر عدة أكدت ما خلصت إليه.
قضية سنودن
ولم تعلق وحدة الاستخبارات العسكرية الدنماركية أو مديرها في ذلك الوقت لارس فيندسن على التقرير الإعلامي.
وفي حال تأكده، فإن التجسس الأميركي كان يجري أثناء وبعد قضية إدوارد سنودن عام 2013، التي تفجرت عندما كشف المتعاقد السابق مع المخابرات عن أن الحكومة الأميركية كانت تتجسس على مواطنيها وحلفائها.
وكانت هيئة الإذاعة الدنماركية قد أفادت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 بأن الولايات المتحدة استعملت كابلات دنماركية للتجسس على صناعة الدفاع المحليّة وأخرى أوروبية بين عامي 2012 و2015.