أعلنت وزارة العدل الأميركية، الاثنين، أنها استعادت أكثر من نصف قيمة الفدية المالية البالغة 4,4 مليون دولار، والتي سددتها شركة "كولونيال بايبلاين" لمجموعة القرصنة الإلكترونية "داركسايد"، إثر تنفيذها هجوماً أدى لإغلاق شبكة نفطية كبرى في الولايات المتحدة.
واعتبر الهجوم على "كولونيال بايبلاين" في مايو (أيار) الماضي أخطر هجوم إلكتروني في الولايات المتحدة.
وقالت مساعدة وزير العدل، ليسا موناكو، "اليوم قلبنا الطاولة على "داركسايد" بملاحقة المنظومة الكاملة لهجمات برمجيات الفدية والابتزاز الرقمي، بما في ذلك العائدات الجرمية بشكل عملة رقمية".
وجاءت استعادة قسم من الفدية بعد شهر على اختراق مجموعة القرصنة الأنظمة المعلوماتية لشركة "كولونيال" وإجبارها على إغلاق أنبوب نفطي بطول 8850 كيلومتراً يغذي غالبية مناطق الشرق الأميركي.
وتشغّل الشركة أكبر شبكة أنابيب نفط في الولايات المتحدة، وتنقل البنزين ووقود الطائرات من ساحل خليج تكساس إلى الساحل الشرقي.
نقص في إمدادات الوقود
وشهدت ولايات عدة في شرق البلاد نقصاً في إمدادات الوقود لأيام فاقمها تدفق مستهلكين مذعورين على محطات البنزين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت وزارة العدل أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تمكن من تتبع الفدية المالية التي بلغت 4,4 مليون دولار، وسددتها "كولونيال بايبلاين" بواسطة 75 وحدة من عملة "بيتكوين" المشفرة، عبر تحويلات مجهولة المصدر.
وتمكن المكتب لاحقاً من مصادرة محفظة عملات مشفّرة تحتوي على 63,7 وحدة "بيتكوين"، أي ما يوازي حالياً 2,3 مليون دولار، بعدما تراجعت قيمة هذه العملة الشهر الماضي.
محرك الابتزاز الرقمي
وهذه هي أول عملية مصادرة فدية تم تسديدها تجريها وحدة مكافحة برامج الفدية والابتزاز الرقمي التي أنشئت حديثاً في وزارة العدل، والمكلفة ملاحقة برمجيات الفدية التي استخدمت في السنوات الأخيرة لسحب مئات ملايين الدولارات من أهداف على غرار المدارس والمستشفيات والسلطات المحلية والشركات.
وقالت موناكو، إن "مدفوعات الفدية هي الوقود الذي يشغل محرك الابتزاز الرقمي، والإعلان الصادر اليوم يبرهن أن الولايات المتحدة ستستخدم كل الأدوات المتاحة لجعل هذه الهجمات أكثر تكلفة على المجموعات الجرمية وأقل ربحية لها".
وتابعت، "سنواصل استهداف منظومة برمجيات الفدية كاملة لتعطيل هذه الهجمات وردعها".
ولم تعطِ موناكو أي تفاصيل حول كيفية استعادة الأموال من "داركسايد"، لكن بحسب محللين يمكن أن يكون قد تم ذلك بواسطة محققي الـ"أف بي آي" والعمليات السيبرانية الهجومية التي ينفذها الجيش الأميركي.