أبلغ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة "مجموعة السبع" G7، أنه يسعى إلى إرساء عالم "أكثر أنثوية"، في الوقت الذي يعمل فيه المجتمع الدولي على الخروج من أزمة "كوفيد" والتعافي من آثار الجائحة.
وكان رئيس حكومة المملكة المتحدة يتحدث أثناء ترحيبه بقادة العالم بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الجلسة الأولى لقمة الديمقراطيات الرائدة، التي عقدت حول طاولة مستديرة في مقاطعة كورنوال (جنوب غربي إنجلترا).
ودعا جونسون القوى العالمية إلى العمل على ضمان "ألا يخلف وباء فيروس كورونا وراءه ندبةً دائمة" ووضعاً أكثر عمقاً وتجذراً من حال عدم المساواة.
ودعا زملاءه من قادة العالم إلى السعي نحو "إعادة بناء عالم أكثر اخضراراً واستدامةً وأكثر إنصافاً وإدماجاً للمساواة"، وأوضح قائلاً: "علينا المضي نحو بناء مستقبل أكثر حيادية ما بين الجنسين، وربما أكثر أنثوية".
وبدا رئيس الوزراء البريطاني كأنه يعترف بالضرر الذي تسببت فيه سياسات التقشف للحكومات التي شكلها وتولاها حزب "المحافظين" في المملكة المتحدة، في أعقاب الانهيار المالي العالمي الذي وقع في عام 2008، وحض قادة عالم اليوم على عدم الوقوع في الفخ نفسه أثناء تخطيطهم للتعافي من وباء "كوفيد".
وشدد جونسون في هذا الإطار على أنه "من الأهمية بمكان ألا نكرر الخطأ الذي حصل على إثر الأزمة الكبرى الأخيرة، المتمثلة في آخر ركود اقتصادي كبير حصل في عام 2008، عندما لم يكن الانتعاش موحداً في شموله مختلف شرائح المجتمع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورأى أن "الخطأ الذي رافق هذا الوباء- أو ما قد يشكل ندبة وأثراً دائمين- إنما يكمن في تفاقم أوجه عدم المساواة المترسخة أصلاً في المجتمعات. وبالتالي، يتعين علينا أن نحرص، في الوقت الذي نبذل فيه جهوداً للتعافي من الجائحة، على الارتقاء بمجتمعاتنا وإعادة البناء على نحو أفضل".
وقال جونسون في إطار تحديده لطبيعة العالم الأفضل الذي يأمل في أن ينتج من هذا التعافي: "بصفتنا ’مجموعة الدول السبع‘، فنحن متحدون في رؤيتنا لبناء عالم أكثر استدامةً واخضراراً يمثل حلاً لمشكلات تغير المناخ".
واعتبر أنه "من خلال هذه الأفكار والتقنيات- التي نتعاون عليها جميعنا- أعتقد أن هناك إمكانية لإيجاد الكثير والكثير من فرص العمل، والوظائف عالية الأجور، الغنية بالمهارات العالية".
وتابع رئيس الحكومة البريطانية قائلاً: "أعتقد أن هذا ما ترغب شعوب دولنا الآن في أن نركز عليه. إنها تريد أن تطمئن إلى أننا نقف جبهة واحدة متلاحمة في جهودنا لاحتواء أزمة الوباء وتداعياتها، وأننا نبحث معاً عن الطرق الكفيلة بعدم تكرار المعاناة التي مررنا بها، وأيضاً إعادة البناء بشكل أفضل، بحيث يكون فيه العالم أكثر اخضراراً واستدامة، وأكثر عدلاً ومساواة - كيف لي أن أوضح ذلك؟ - بطريقة تكون أكثر حيادية بين الجنسين، وربما أكثر أنثوية".
ورداً على سؤال وجهه البرنامج التلفزيوني الإخباري اليومي "آي تي في نيوز" ITV News إلى وزير الخارجية البريطاني عما عناه رئيس الوزراء بـ’إعادة البناء بطريقة أنثوية‘، قال دومينيك راب: "على سبيل المثال، إن من الأمور التي لاحظناها مع جائحة ’كوفيد‘، أن من بين الكثير من الأطفال في الدول الأشد فقراً حول العالم، من الذين لا يمكنهم تحصيل العلم، نجد أن الفتيات هن آخر- المتخلفات إذا أردتم- عن العودة إلى تلقي التعليم".
وأضاف وزير الخارجية البريطاني: "لهذا السبب أعلنا للتو عن تخصيص مبلغ بقيمة 480 مليون جنيه إسترليني (677 مليون دولار أميركي) - وهو بمثابة تعهد على مدى 5 سنوات- في إطار الشراكة العالمية للتعليم، التي تسهم في تحقيق هدفنا العالمي المتمثل في إعادة نحو 40 مليون فتاة إلى قاعات الدراسة".
تجدر الإشارة إلى أن التعافي من وباء "كورونا" يتصدر جدول أعمال قادة دول "مجموعة السبع" التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، والمنعقدة في "كاربيس باي" في مقاطعة كورنوال.
وكان قادة هذه المجموعة قد اتفقوا، الجمعة الفائت، على التبرع بنحو مليار جرعة من اللقاحات المضادة لعدوى "كوفيد"، من أجل مساعدة الدول الفقيرة على حماية سكانها من الفيروس، في وقت يرى فيه ناشطون أن هذه المبادرة تظل غير كافية من دون تخصيص تمويل للدفع قدماً بالتطعيم السريع لجميع سكان العالم.
© The Independent