امتدح مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، تأثيرات الاحتباس الحراري لأنها قلّصت الوقت اللازم للتجارة بين آسيا والغرب. وجاء ذلك في خطاب ألقاه أمام تجمع دولي.
وأورد بومبيو في خطاب أمام "الاجتماع الوزاري لمجلس القطب الشمالي" المنعقد في فنلندا، يوم الأربعاء الماضي، أن ذوبان الأغطية الجليديّة القطبيّة سيقدم "فرصاً جديدة للتجارة"، لكنه لم يناقش مخاطر يرى العلماء أن التغيّر المناخي يمثّلها بالنسبة لسكان العالم.
وأضاف بومبيو أن "الانخفاضات المستمرة في جليد البحار يفتح ممرات جديدة للتجارة... يمكن لذلك الأمر أن يقلص الوقت الذي يستغرقه السفر بين آسيا والغرب بما قد يصل إلى 20 يوماً. يمكن أن تظهر ممرات بحرية في القطب الشمالي، بل يمكنها أن تكون بمثابة قناتي السويس وبنما للقرن الواحد والعشرين".
وتابع بومبيو، "بدأ الجزء الأساسي في المنطقة القطبيّة المتمثّل في المحيط المتجمد الشمالي، يأخذ أهمية استراتيجيّة بشكل سريع... إنّ الموارد البحريّة التي تساعد الدول الساحليّة، باتت موضع منافسة متجددة".
وأتت تعليقات بومبيو بعد انتشار أخبار عن سعي الولايات المتحدة إلى حذف كل إشارة إلى التغير المناخي، من بيان مشترك مع "مجلس القطب الشمالي"، ومع صدور تقارير جديدة تحذر من المخاطر الجدية الناجمة عن الاحتباس الحراري الناجم من انبعاثات "غازات الدفيئة"، وهي مجموعة غازات تتراكم في الغلاف الجوي وتسهم في ظاهرة الارتفاع المستمر في حرارة الأرض.
ومن بين تلك المخاطر انخفاض حجم الجليد القطبي الشمالي، الذي سيؤدي إلى تخفيض ملوحة المحيطات عالميّاً، وارتفاع مستويات البحار.
ثمة مخاوف اخرى ظهرت مع نشر بيانات تظهر وصول الجليد القطبي إلى رقم قياسي في درجة انخفاضه، وفقدان المنطقة القطبية الشمالية 95% من جليدها الأكثر قدماً بسبب الاحتباس الحراري خلال العقود الأخيرة، بحسب "المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد".
إضافة إلى ذلك، نُشِرَت دراسة جديدة هذا الأسبوع، وهي صادرة عن "منبر السياسات العلمية المشتركة بين الحكومات حول الخدمات المتعلقة بالتنوع البيولوجي والنظام البيئي" التابع للأمم المتحدة. وورد في الدراسة أن مليون فصيلة من أصل ثمانية ملايين فصيلة في الكرة الأرضيّة، معرّضة للانقراض على يد البشر، الذين يدفعون باتجاه زيادة التأثيرات السلبيّة لتغير المناخ، ويستهلكون شطراً كبيراً، بل يتواصل تضخّمه، من الموارد الطبيعيّة في العالم.
© The Independent