جددت وزارة الخارجية الأميركية تأكيدها ضرورة وقف إطلاق النار في اليمن، ودعوة كافة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات، لبحث سبل إنهاء الصراع.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لـ"اندبندنت عربية"، إن "على الحوثيين الانخراط بجدية (في عملية السلام)، إذا كانوا يريدون حقاً إنهاء الصراع وتخفيف معاناة الشعب اليمني".
وشدد المتحدث الذي فضل عدم ذكر اسمه، على ضرورة عقد محادثات مباشرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين لإحراز التقدم في العملية السياسية. يأتي ذلك بعد يومين على زيارة المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ السعودية، حيث التقى كبار المسؤولين من الحكومتين السعودية واليمنية، إضافة إلى مارتن غريفيث المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
ولم يعلق المتحدث الأميركي على نتائج زيارة الوفد العُماني الأخيرة إلى صنعاء، لكنه كشف عن أن الأمم المتحدة قدمت لأطراف الصراع مقترحاً يستعرض خطوات إنهاء القيود المفروضة على التدفق الحر للسلع، وإقرار وقف إطلاق النار، وبدء محادثات سياسية.
صفقة أولية
من جانبها، أشارت إليزابيث كيندال، الباحثة المتخصصة في الشأن اليمني، إلى وجود بعض الدلائل التي تشير إلى قرب عقد "صفقة أولية" بين أطراف النزاع اليمني، منها زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث لإيران، ولقاء مسؤولين عُمانيين قيادات حوثية في صنعاء، وإيقاف التحالف العمليات العسكرية لتهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي، إضافة إلى بدء الحوثيين تجديد مطار صنعاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت كيندال في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، إن صفقة مبدئية بين الفرقاء تكفي للتمهيد إلى وقف لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات والوقود والسلع، مشيرة إلى "أن الأولوية العاجلة لأي اتفاق تتمثل في التخفيف من حدة الكارثة الإنسانية وإبقاء المدافع صامتة بما يكفي لدخول الأطراف المتحاربة في محادثات".
وأضافت الأكاديمية في جامعة أكسفورد، أن "أي صفقة الآن ستكون نهاية البداية وليس بداية النهاية"، إذ ستظل هناك عملية طويلة وصعبة قبل التوصل إلى تسوية سلمية شاملة، ناهيك عن صعوبة تحويل الاتفاق النظري إلى واقع عملي، كما حدث مع اتفاقية ستوكهولم لعام 2018 واتفاق الرياض لعام 2019.
مبادرات الوساطة
إلا أنها أشادت بدور المبعوث الأميركي إلى اليمن، مؤكدة أن جهوده حشدت الجهات الإقليمية الرئيسة، وأعطت دفعة جديدة لمبادرات الوساطة التابعة للأمم المتحدة.
وتتزايد الجهود التشريعية في الكونغرس لدعم جهود إنهاء الأزمة اليمنية، والدعوة إلى معاقبة الحوثيين على الجرائم المرتكبة في اليمن، واستمرار الهجوم على مأرب، الأمر الذي يضع بعض قرارات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في اليمن مثل رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب في عين العاصفة.
وفي هذا السياق، قالت كيندال، إن "السياسات الجديدة تصبح فعالة بمرور الوقت"، واعتبرت أنه من السهل انتقاد السياسات الأميركية الجديدة، ومنها رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب بالقول إنها تهدف إلى تمكينهم، مشيرة إلى أن استهداف الحوثيين لمأرب جرى قبل عدة أشهر من تولي بايدن منصبه، والأمر كذلك بالنسبة لمحاولات الجماعة الضغط لتحقيق مصالحهم قبل المبادرة بالدفع نحو السلام.