توجّه الرئيس الأميركي جو بايدن يوم السبت 19 يونيو (حزيران) الحالي، إلى كنيسة في مسقط رأسه في ولاية ديلاوير، غداة الإعلان عن أن الأساقفة الكاثوليك الأميركيين يعملون على نص يمثل تحدياً له بسبب دعمه لتشريع الإجهاض.
وقضى بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن وقتاً في كنيسة سانت جوزيف على نهر برانديواين في ويلمنغتون. كما زارا مقبرة الكنيسة حيث دُفِنت نيليا، الزوجة الأولى للرئيس، وابنه بو وابنته نعومي.
يأتي ذلك في وقت يعمل الأساقفة الكاثوليك الأميركيون على إعداد نص حول تعريف "المناولة"، وهي رُتبَة محورية في الكنيسة الكاثوليكية.
وقد يتضمّن النص حرمان السياسيين المؤيدين للحق في الإجهاض، أمثال بايدن، من تناول القربان المقدّس.
وصوّت مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين الخميس بالغالبية (168 صوتاً ضد 55) على اقتراح صياغة نص حول "معنى المناولة في حياة الكنيسة".
الفاتيكان يدعو إلى الحذر
وتُعدّ الافخارستيا، أو تناول القربان، رتبة أساسية في الكنيسة الكاثوليكية. ويتناول المؤمنون القربان، أو الخبز الذي يرمز إلى جسد السيّد المسيح.
وكانت المناقشات محتدمة، إذ حضّ الفاتيكان في مايو (أيار) الماضي، السلطات الكنسية الأميركية على توخي الحذر حيال التدابير المحتملة المتعلقة بـ"وَضع المسؤولين الكاثوليك المؤيدين لتشريع الإجهاض أو القتل الرحيم أو أي مخالفات أخلاقية أخرى"، بحسب الوكالة الكاثوليكية الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بايدن يستبعد
ورداً على سؤال حول النص وتبعاته، قال بايدن الجمعة "إنه أمر خاص ولا أعتقد أنه سيحدث".
وتثير قضية الإجهاض خلافات داخل التسلسل الهرمي الكاثوليكي والمجتمع الأميركي المتديّن. ورأى اثنان من كل ثلاثة أميركيين كاثوليك في مارس (آذار) الماضي، أن الرئيس المنتمي إلى الحزب الديمقراطي يمكنه تناول القربان على الرغم من موقفه حيال الإجهاض، وفق استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث.
نقاش كنسي
ويتعيّن الآن مناقشة القضية في الأبرشيّات، وسيُناقش النص في مؤتمر الأساقفة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ونفى ممثلو مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين أن تكون هذه الخطوة موجّهة ضد السياسيين الذين يبتعدون عن العقيدة الكاثوليكية.
وقال المطران مايكل بوربيدج، أسقف أبرشية أرلينغتون (فيرجينيا)، في مؤتمر صحافي الخميس (17 يونيو) إن الوثيقة ستدرس "المعتقدات المتعلقة بالافخاريستيا"، مضيفاً "نحن لا نقصي أحداً من الكنيسة".
ويُجاهر بايدن الكاثوليكي المتحدر من إيرلندا بإيمانه، ويشارك في القداس كلّ أحد تقريباً في واشنطن أو في كنيسة صغيرة في مسقط رأسه في ويلمنغتون بولاية ديلاوير.
وألغى الرئيس الأميركي قرار سلفه دونالد ترمب حرمان المنظمات التي تدافع عن تشريع الإجهاض من الأموال العامة. كما عيّن مثليين ومتحولين جنسياً في الحكومة.
وفي عام 2019، رفض كاهن في كنيسة كاثوليكية في ولاية كارولاينا الجنوبية منح بايدن القربان بسبب موقفه من الإجهاض.