وصفت فائزة رفسنجاني، الناشطة السياسية الإيرانية، الانتخابات الرئاسية التي امتنع أكثر من نصف من يحق لهم التصويت فيها عن الإدلاء بصوتهم بـ"الاستفتاء الشعبي"، موجهة النصيحة للمسؤولين في إيران بالالتفات إلى مطالب الشعب الذي عبر عنها بأسلوب مدني.
جاء ذلك خلال حوار مع "اندبندنت فارسية" عبر "إنستغرام" بعد ساعة من إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وتعقيباً على نسبة الإقبال التي بلغت 48.8 في المئة من إجمالي من يحق لهم التصويت، وصفت رفسنجاني حملات الداخل والخارج المطالبة بمقاطعة الانتخابات بـ"الناجحة" بسبب عدم تقبل الوضع، وكذلك العملية الانتخابية.
وذكرت ابنة الرئيس الراحل لمجلس تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، نسبة الإقبال المنخفضة بـ"الأمر المهم للغاية، لأنها يمكن أن تُعدّ استفتاءً شعبياً". وأضافت، "عندما نرى أكثر من 50 في المئة يعارضون قضية بعينها ويعبرون عن رأي آخر، ولو كنت مكان المسؤولين أو الحكام، لا بد لي من الانتباه إلى حقيقة أن هؤلاء الناس يريدون بالتأكيد شيئاً آخر، وأنهم ينقلون رسالتهم إلينا بطريقة مدنية وصحيحة. ونحن بحاجة إلى إحداث تغييرات في سياستنا الخارجية والداخلية وفي أساليبنا وأفعالنا".
وأضافت السيدة رفسنجاني، "يجب الاستمرار في التعبير عن مطالبنا واحتجاجاتنا، وألا نقصر على الإطلاق، بل نتبع نفس المسار بأكبر قدر ممكن من القوة، لأنه مجهود مبذول، وفي كل الأحوال ما تم تنفيذه حقق ثماره حتى الآن، ويمكن أن يستمر بعد ذلك".
صحة الإحصائيات الرسمية
وأعلنت الناشطة السياسية عن شكوكها في صحة الإحصائيات الرسمية المعلنة، وأبدت ملاحظات على أوضاع مراكز الاقتراع في عدة أماكن مختلفة في العاصمة طهران ومقارنتها بالفترات السابقة، حيث قالت، "كانت مراكز الاقتراع فارغة حتى بعد الظهر، وفجأة سمعنا من بعد الساعة 10 مساءً عن اندفاع الناس للتصويت من دون سبب أو مبرر معين".
وبحسب السيدة رفسنجاني، فإن المعلومات والإحصاءات المقدمة بشكل رسمي لا تتوافق مع ملاحظاتها وتجاربها، وعما إذا كانت نسبة المشاركة حقاً كما أعلن عنها ونسبة أصوات المرشحين حقيقية، تصف الأمر بالغامض، إلا أنها أضافت، "أتمنى ألا يكون ظني في محله، لكن أعتقد أن نسبة المشاركة المعلنة ليست واقعية وأقل مما هو معلن".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأصوات الباطلة
النائبة السابقة عن طهران، وفي إشارة إلى بعض الأنباء غير المؤكدة حول قيام أنصار سعيد جليلي أو علي لاريجاني بالإدلاء بـ"أصوات بيضاء" (لا يدون اسم أو اختيار المرشح في بطاقة الاقتراع) لأسباب غير معروفة، قالت إن السبب ربما يكون لغياب مرشحهم المفضل بعد استبعاد جليلي ولاريجاني من سباق الانتخابات.
وأضافت، "ربما أراد هؤلاء الأشخاص فقط التصويت حتى لا يتم تصنيفهم على أنهم معادون للثورة، لكنهم احتجوا بسبب عدم وجود مرشحهم المفضل، لذلك أدلوا بـ(الأصوات البيضاء)". وترى الناشطة السياسية أنهم عندما يجدون أصواتاً باطلة في الانتخابات، فإن الأمر "ذو مغزى"، ولا بد أن يكون لدى السلطة مجال للتفكير، وينبغي على الحكومة أن تنتبه إليه، لأنه "علامة احتجاج".
التفاعل البنّاء مع العالم
وخلال حوارها أعربت عن أملها في أن يضع كبار المسؤولين وصناع القرار في إيران رسالة الشعب في الاعتبار، وأن يحدثوا تغييراً جذرياً في سياساتهم، بل عليهم أن يتحركوا في الاتجاه الذي يريده الناس، وبدلاً من السياسات العدوانية التي انتهجوها حتى الآن، عليهم أن يسلكوا المسار الذي يحدد مؤشرات التنمية، ومنها "التفاعل الصحيح والبناء واللطيف" مع العالم.
وحول المشاكل الاقتصادية الحالية في إيران وعدم اكتمال مراجعة مشاريع القوانين المتبقية لفريق العمل المالي (FATF)، وكذلك المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني في فيينا، قالت "ظلت هذه القضايا على وجه الخصوص من دون حل حتى يتمكن الأصوليون من البقاء في السلطة، بل وتؤتي ثمارها، وذلك لأن الاقتصاد له علاقة مباشرة بالسياسة الخارجية، وفضلوا أن يُسجّل النجاح في هذه الموضوعات باسمهم".
العلاقات مع السعودية
وفي ردها على سؤال حول رؤيتها لعلاقة إيران مع المنطقة، وخصوصاً السعودية، في ظل الحكومة الجديدة، قالت، "المفاوضات مع السعودية بدأت، ولم تنتهِ بعد، ومثلما ذكرت سابقاً، يجب أن تستمر حكومة إبراهيم رئيسي في المفاوضات وتحقق النتائج".
وأضافت، "لا أعتقد أن التفاوض مع السعودية كان مجرد مهمة تعمل عليها الحكومة. طبعاً، الأمر يتم بموافقة السيد علي خامنئي أو الحرس الثوري الذي يقيم كل شيء، لذلك من المرجح أن تستمر هذه المفاوضات، ونحيي علاقاتنا مع الدول العربية، وخصوصاً السعودية".