يُدلي الناخبون في إثيوبيا بأصواتهم، اليوم الاثنين، في الانتخابات العامة والإقليمية، التي وصفها رئيس الوزراء، آبي أحمد، بأنها دليل على التزامه بالديمقراطية في البلد الذي يقطنه ثاني أكبر عدد للسكان في أفريقيا.
وقاد رئيس الوزراء، البالغ من العمر 45 عاماً، إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة منذ تعيينه من قبل الائتلاف الحاكم في عام 2018، لكن بعض نشطاء حقوق الإنسان يقولون إن المكاسب تبدّدت، كما يتهمون الحكومة بالضلوع في انتهاكات في الحرب التي شهدها إقليم تيغراي الإثيوبي. وتنفي الحكومة الاتهامات.
"أول انتخابات حرة"
وقال آبي، الأسبوع الماضي، إن التصويت سيكون "أول محاولة لانتخابات حرة ونزيهة" في إثيوبيا التي تضرر اقتصادها جرّاء وباء فيروس كورونا والصراع في تيغراي، بعد أن سجل نمواً سريعاً في السابق.
وقد يتجاوز صدى نتائج الانتخابات حدود إثيوبيا. فالبلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي يملك ثقلاً دبلوماسياً في المنطقة المضطربة، وله قوات لحفظ السلام في الصومال والسودان وجنوب السودان، كما يعد أحد أكبر الاقتصادات الواعدة في العالم.
وبدأ الناخبون في التوافد إلى مراكز الاقتراع في العاصمة قبل بدء التصويت في الساعة السادسة صباحاً. وقال سيساي كيبيدي (50 عاماً) بعد أن أدلى بصوته، "أملنا أن تتحقق التنمية على يد أولئك الذين منحناهم أصواتنا".
المنافسة
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعد حزب "الرخاء"، المؤسس حديثاً برئاسة آبي، الأوفر حظاً في ساحة مزدحمة بالمرشحين معظمهم من أحزاب أصغر تقوم على أسس عرقية. وتزين اللوحات الإعلانية للحزب العاصمة أديس أبابا.
والسجين السياسي السابق برهانو نيغا، هو المرشح البارز الآخر الذي يخوض الانتخابات بعيداً عن الأحزاب التي تقوم على أسس عرقية، لكن حزبه "المواطنون الإثيوبيون للعدالة الاجتماعية"، واجه صعوبات لجذب الناخبين خارج المدن.
وفاز الائتلاف الحاكم وحلفاؤه بكل المقاعد في الانتخابات السابقة، وعددها 547. ويصل عدد الناخبين المؤهلين للتصويت في الانتخابات الحالية إلى أكثر من 37 مليون فرد من بين عدد السكان البالغ 109 ملايين.
مقاطعة الانتخابات
ويتنافس في الانتخابات 46 حزباً. وتقول اللجنة الانتخابية، إن الانتخابات الحالية تشهد أكبر عدد للمرشحين على الإطلاق.
ولن تشارك كل الأحزاب في التصويت. ففي أوروميا، أكبر أقاليم إثيوبيا تعداداً للسكان، تقاطع أحزاب المعارضة الرئيسة التصويت، متهمة قوات الأمن الإقليمية بترهيبها. ولم يرد مسؤولون على اتصالات للتعقيب، وفقاً لوكالة "رويترز".
وتسببت مشكلات في تسجيل الناخبين واضطرابات عرقية في إرجاء التصويت في خمس الدوائر الانتخابية. وتُجرى جولة انتخابات ثانية في سبتمبر (أيلول).
ولم تحدد السلطات موعداً للانتخابات في تيغراي، حيث تقاتل الحكومة الحزب الحاكم السابق للإقليم منذ نوفمبر (تشرين الثاني). وتقول الأمم المتحدة، إن الجوع يهدد زهاء 350 ألف فرد في المنطقة.