دعت الأمم المتحدة، الأربعاء 23 يونيو (حزيران)، روسيا إلى عدم الاعتراض على تمديد فترة إبقاء معبر باب الهوى بين تركيا وسوريا مفتوحاً لإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى منطقة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
ويتيح معبر باب الهوى دخول المساعدات الإنسانية من دون رقابة النظام. وتبرر روسيا رفضها تمديد الإذن بأن هناك معابر بديلة تمر بالعاصمة السورية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي "أطالب بإلحاح أعضاء المجلس بالتوصل إلى توافق حول الإذن بالعمليات العابرة للحدود بصفتها شريان دعم حيوياً، لعام إضافي".
وحذر غوتيريش مجلس الأمن من أن إخفاقه في ذلك "ستكون له عواقب مدمرة".
وشدد الأمين العام على أن "عدم تمديد الإذن الصادر عن مجلس الأمن ستكون له تداعيات مدمرة. فالشعب السوري بحاجة ماسة إليه، ومن الأهمية بمكان أن نحشد كل قدراتنا عبر كل القنوات".
رسالة وتحذير
وتجرى مفاوضات حول مشروع قرار أعدته إيرلندا والنرويج، العضوان غير الدائمين في مجلس الأمن، وسط خشية من فيتو من روسيا التي أبدت رغبتها في إغلاق معبر باب الهوى.
ويستلزم إصدار قرار بتمديد موافقة المجلس تصويت تسعة أعضاء لمصلحته مع عدم استخدام حق النقض من جانب أي من الدول الخمس دائمة العضوية وهي: روسيا، والصين، والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا.
وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة دعت، الثلاثاء، نحو ثلاثين دولة إلى تجديد الإذن بدخول المساعدات عبر الحدود.
وحذرت الدول في رسالتها من أن "التجديد للآلية العابرة للحدود أساسي لضمان التوزيع المباشر والمستمر للقاحات لكل السوريين عبر نظام كوفاكس"، مشددة على أن عدم التجديد ستكون له تداعيات مدمرة على ملايين السوريين.
وقال القائم بأعمال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية راميش راجاسينجام للمجلس، الأربعاء، إن "عدم تمديد التفويض ستكون له عواقب وخيمة. سيعرقل توصيل مساعدات لازمة لإنقاذ الحياة إلى 3.4 مليون شخص يحتاجون إليها في أنحاء شمال غربي البلاد. هؤلاء الملايين من بين الأشد احتياجاً في سوريا".
موسكو تتحكم في مواقف الأمم المتحدة
وفي عام 2014، سمح مجلس الأمن الدولي بعبور المساعدات إلى سوريا عبر أربع نقاط حدودية، لكنه قلصها مطلع عام 2020، بضغوط من الصين وروسيا اللتين استخدمتا مراراً حق النقض، واختصرها بمعبر باب الهوى الذي يربط بين تركيا ومحافظة إدلب في شمال غربي سوريا، وتدخل عبره شهرياً حوالى عشرة آلاف شاحنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحذر دبلوماسيون من أن روسيا قد تستخدم مجدداً حق النقض.
وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين إنه "بالنسبة إلى روسيا، السيادة الوطنية لها الأولوية على إيصال المساعدات الإنسانية"، مسلماً بقلة الأدوات المتاحة أمام الغرب على هذا الصعيد باستثناء الضغط للتصدي لموسكو التي تتحكم منذ زمن في مواقف الأمم المتحدة في الملف السوري.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) على نحو نصف مساحة محافظة إدلب. ويقطن تلك المنطقة أكثر من ثلاثة ملايين شخص، نحو نصفهم من النازحين.
شريان حياة
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الأربعاء، إن الآلية العابرة للحدود "كانت لوقت طويل مفارقة تاريخية" و"يجب علينا تعزيز سيادة سوريا ووحدة أراضيها"، رافضاً تمديد العمل بهذه الآلية السارية منذ 2014.
وأضاف أن هذه المنطقة "ملجأ للإرهابيين المتطرفين"، واصفاً ما يقوله الغربيون من أن إرسال المساعدات عبر دمشق غير قابل للتطبيق بـ"السخيف".
لكن الغربيين يؤكدون عكس ذلك، مشددين على أن البيروقراطية والإرادة السياسية تعطلان إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إنه "بالنسبة إلى ملايين السوريين، فإن باب الهوى شريان حياة بكل ما للكلمة من معنى"، مشيرة إلى أنه من خلال هذا المعبر "تنقل ألف شاحنة شهرياً الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبيّة لمن هم في أمس الحاجة إليها".
وحذرت من أنه إذا أُغلق معبر باب الهوى "سيموت مزيد من السوريين".
وأضافت السفيرة الأميركية التي زارت الحدود التركية- السورية في مطلع يونيو الجاري "علينا واجب تمديد التفويض" و"يجب أن نصوت لمصلحة تجديده".