يسود حذر في الأسواق في إمداد سوق النفط بالكميات التي تحتاج إليها. في الوقت ذاته، تتجه الأنظار نحو النتائج التي سيخرج بها اجتماع تحالف "أوبك+"، الخميس الأول من يوليو (تموز)، في ظل الطلب العالمي وتعافي الاقتصاد، استناداً إلى معدلات توزيع اللقاحات ضد فيروس كورونا. في الوقت ذاته تبقى المخزونات الصناعية هي التحدي أمام أية قرارات تخص الإنتاج، إذ أشارت تقارير لمنظمة "أوبك" إلى أن المخزون النفطي للدول الصناعية الكبرى بلغ 2.987 مليون برميل في نهاية مارس (آذار) الماضي، بزيادة وصلت إلى 10 ملايين برميل عن فبراير (شباط) و13.5 مليون عن نهاية الربع الأول من 2020.
انتعاش الأسعار
ولعل اجتماع الخميس سيبقي على تخفيف قيود الإمدادات، وسط توقعات بأن يناقش التحالف المكون من 23 دولة، بقيادة السعودية وروسيا، مزيداً من رفع القيود على الإنتاج اعتباراً من أغسطس (آب) المقبل، إذ من المتوقع أن يتعزز بما يزيد على مليون برميل يومياً.
وبحلول الساعة 12:30 بتوقيت غرينيتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أغسطس، مقتربة من مستوى 76 دولاراً ومضيفة 74 سنتاً، ما يوازي 1 في المئة إلى 75.50 دولار للبرميل الأعلى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018، بعد أن زاد 0.1 في المئة في الجلسة السابقة.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم أغسطس 1.03 دولار، ما يعادل 1.4 في المئة إلى 47 دولاراً، بعد ارتفاع 0.1 في المئة في الجلسة السابقة.
أفضل أداء
وتتجه أسعار النفط إلى تحقيق أفضل أداء نصف سنوي خلال 12 عاماً، تحديداً منذ 2009، إذ يعزز التعافي من وباء كورونا استهلاك الوقود، ويقلص المعروض في السوق، قبيل اجتماع "أوبك+" الذي من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة في العرض، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ".
وأسعار الخامين مرتفعة بأكثر من 50 في المئة منذ بداية العام الحالي.
لجنة المراقبة
وكان مقرراً أن تعقد "أوبك+" اجتماع هيئتها الاستشارية، وهي لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، الأربعاء، لكن أُرجئت الجلسة إلى الخميس.
وقال المندوبون إن الهدف هو إتاحة مزيد من الوقت للمحادثات. وطلب نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك التأجيل بسبب "التزامات رئاسية".
تعافي الطلب
وقال الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" محمد باركيندو وخبراء في المنظمة إن الطلب العالمي على النفط سيتعافى بقوة في النصف الثاني من 2021 مع تقلص مخزونات النفط، في حين حذّروا من أن سلالات فيروس كورونا المتحورة تشكّل خطراً على هذا التعافي، بحسب وكالة "رويترز".
وأبلغ باركيندو اجتماع الخبراء، المعروف باسم اللجنة الفنية المشتركة، الثلاثاء، بأنه من المتوقع أن ينمو الطلب في 2021 بواقع 6 ملايين برميل يومياً، منها 5 ملايين برميل يومياً في النصف الثاني، لكنه أبدى قلقه من تفشي سلالة "دلتا" في أكثر من 80 دولة، ما يؤدي إلى ارتفاع حالات الإصابة وتجديد القيود في بعض الدول.
ولفت إلى مزيج من مؤشرات السوق المحسنة والالتزام المستمر من دول عدة إعلان التعاون لاستعادة الاستقرار في سوق النفط العالمية، ما يشير إلى السير على الطريق الصحيح للتعافي من الجائحة، على الرغم من حالة عدم اليقين المستمرة.
توخي الحذر
وقال وزير النفط الكويتي محمد الفارس إن دول "أوبك+" تتوخى الحذر في ما يتعلق باستراتيجية زيادة الإنتاج، وسط تحديات أسواق النفط، معرباً عن تفاؤله بشأن الطلب العالمي على الخام في الوقت الذي تتعافى الاقتصادات من تأثير الجائحة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورأى الفارس، في بيان الأربعاء، قبيل اجتماع "أوبك+" أن "توسع الدول في التطعيم ضد كورونا أسهم في تعزيز توقعات النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى والناشئة بالتزامن مع عودة تدريجية إلى الحركة والتنقل والسفر في عدد من بلدان العالم، ما يعزز ويزيد الطلب العالمي على النفط".
وأضاف الوزير الكويتي أن بلاده تدعم القرار الجماعي من خلال التوافق بين تحالف "أوبك+" وخارجه، والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات في أسواق النفط.
من جانبه، جدد وزير النفط الهندي دارمندرا برادان دعوته تحالف "أوبك+" إلى وقف تخفيضات إنتاج الخام، مؤكداً أهمية أن يكون النفط بأسعار معقولة ومنتظمة لدفع التقدم الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما أن بلاده مستهلكة ومستوردة رئيسة للخام.
انخفاض المخزونات الأميركية
وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي، الثلاثاء، انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، في حين ارتفعت مخزونات الوقود.
وبحسب البيانات الأولية غير الرسمية، تراجعت مخزونات الخام الأميركية 8.15 مليون برميل الأسبوع الماضي في 25 يونيو (حزيران).
وزادت مخزونات البنزين 2.4 مليون برميل، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير 428 ألف برميل.
ويترقب المتعاملون، الأربعاء، البيانات الرسمية للمخزونات التجارية ومستويات الإنتاج، ضمن التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأميركية التي يتابعها المستثمرون وتؤثر بشكل كبير في تحركات أسعار الخام، فيما تشير التوقعات إلى تراجع المخزونات بحوالى 4.2 مليون برميل.