بعد نحو أسبوع من بدء المحاكمة في قضية ما يُسمّى بـ"زعزعة استقرار الأردن وأمنه"، كشف المحامي محمد العفيف لوكالة "رويترز" عن أن الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله، من بين الشهود الذين سيطلب منهم فريق الدفاع عن أحد المتهمين الحضور للإدلاء بشهاداتهم.
وقال العفيف إن القرار يعود إلى المحكمة بشأن دعوة ولي العهد السابق الأمير حمزة للحضور كشاهد، غير أن مصادر قضائية استبعدت أن توافق المحكمة على الطلب.
وكشف العفيف عن أن هناك "25 شاهداً".
وكانت الفضيحة هزت الأردن لدى ظهورها في مارس (آذار) الماضي، وأوحت بأن ثمة انقسامات داخل الأسرة الهاشمية الحاكمة التي كانت رمزاً للاستقرار في منطقة مضطربة في الأعوام القليلة الماضية.
واتُّهم الأمير حمزة، الذي يمثل محور القضية، بالتواصل مع أطراف لها صلات بجهات خارجية لتقويض سلطة الملك.
وتفادى العقوبة في أبريل (نيسان) الماضي بعدما تعهد بالولاء للملك، نازعاً فتيل أزمة أدت إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية في قصره.
الهدف الحقيقي
وفي حين نجا الأمير حمزة من الدخول في عملية قضائية، فإن محللين سياسيين يقولون إنه الهدف الحقيقي من المحاكمة، بينما ترى المؤسسة العشائرية أنها فرصة لتسوية الحسابات مع عوض الله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشمل التهم الموجهة إلى المتهمَين باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد التحريض على تقويض النظام السياسي للمملكة وإتيان أعمال من شأنها تهديد الأمن العام ونشر الفتنة. ودفع كلاهما ببراءته.
وتصل عقوبة التهمتين إلى السجن 30 عاماً.
ويشكك بعض القانونيين ونشطاء من المجتمع المدني في شرعية محاكمة لم تُوجّه فيها اتهامات للمتهم الرئيس الأمير حمزة. ويقولون إن المحكمة الخاصة ليست مستقلة عن القضاء وتفتقر إلى معايير المحاكمة العادلة.
في المقابل، تؤكد السلطات أن المحاكمة عادلة.
وتريد السلطات محاكمة سرية سريعة من خلال محكمة عسكرية خاصة، معتبرة أن الجلسات العلنية ستعرّض الأمن الوطني للخطر.
تسريبات
ويستند جانب كبير من قضية النيابة إلى رسائل عبر الإنترنت رُصدت وتسرّبت الآن إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم تستطِع "رويترز" التحقق من صحة الرسائل من مصدر مستقل. وتكشف الرسائل عن محادثات بين حسن والأمير حمزة في مارس عندما شهدت البلاد موجة من الاحتجاجات على المصاعب المتنامية.
ويُقال إن عوض الله الأردني من أصل فلسطيني نصح الأمير حمزة في ما يتعلق بتغريدات حساسة أراد الأمير أن ينشرها لتعزيز طموحاته.
وتظهر الرسائل أن الأمير حمزة تحدث باللغة الإنجليزية عن التفكير في خطوته التالية.
ويقول الأمير في إحدى المحادثات "ما أحتاج إليه الآن هو نصيحة، فهذه القرارات تحتاج إلى ردود مدروسة جيداً".
ونصحه عوض الله بعدم نشر تغريدة كان يذكر فيها أن الأردن على شفا "ثورة الفقراء" لأن ذلك من الممكن أن يثير الشبهات ويستحيل بعدها أن تبقى أنشطتهما طي الكتمان.
وفي رسائل أخرى، يرفع حسن من معنويات الأمير حمزة بنقل رسائل من عوض الله.
ويُردد أن عوض الله أبلغ حسن في 14 مارس بأن الأمور تحدث أسرع من المتوقع وأن وقته قد حان.
وتجزم السلطات أن التسجيلات أدلة دامغة على استغلال الأمير حمزة للغضب الشعبي ضد الدولة.
وتقول أيضاً إن المتهمين دفعا الأمير إلى زيادة تحريض الأفراد الساخطين من العشائر القوية التي تدعم النظام الملكي.
ويصف أنصار الأمير حمزة التسريبات بأنها تشويه لشخصيته.