نبه مستشار علمي بارز لدى الحكومة البريطانية، إلى أن المملكة المتحدة تواجه خطر الانزلاق نحو تكرار الأخطاء نفسها التي كانت قد ارتكبتها الصيف الماضي، في سياستها الرامية إلى تخفيف قيود الحجر الصحي ورفع إجراءات الإغلاق.
وقد صدر ذلك التنبيه عن البروفيسور ستيفن رايكر، عالم النفس، العضو في لجنة فرعية تابعة لـ"المجموعة الاستشارية العلمية للطوارىء" ("سايج" Sage) تُعنى بالسلوكيات الاجتماعية. إذ أشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أخبر الناس أن من "واجبهم الوطني" ارتياد الحانات، والمشاركة في دعم مخطط وزير الخزانة ريشي سوناك (برنامج حسم الأسعار في بريطانيا لدعم المطاعم المحلية خلال فترة كورونا) بعنوان "تناول الطعام في الخارج للمساعدة" Eat Out to Help Out، وذلك بقصد تعزيز قطاع الضيافة المتعثر.
في المقابل، حذر رايكر في حديث أجرته معه إذاعة "راديو تايمز" Times Radio يوم الأربعاء الفائت، من أن تلك القرارات تعني أن الإصابات بعدوى "كوفيد" لم تتراجع أبداً إلى المستوى المنخفض الكافي الذي يسمح بتخفيف الإجراءات، لا بل شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في فصل الخريف بعد عودة الأطفال إلى المدارس.
ولفت البروفيسور رايكر إلى أنه عندما يُصار إلى التخلص من القيود، بحسب الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة والمرتقب تطبيقها في التاسع عشر من يوليو (تموز) الجاري، يتعين أن تظهر البيانات أن عدد الإصابات بالعدوى مستقر عند مستوى متدن تماماً، ويجب أن يتسم نظام الاختبار والتتبع بآلية أكثر فاعلية، إضافةً إلى ضرورة توفير مزيد من الدعم إلى الأشخاص الذين يتحتم عليهم التزام الحجر الصحي، أو الذين يحتاجون العزل الذاتي.
وفي حديثة للإذاعة نفسها، أضاف رايكر، "إن أخشى ما أخشاه هو الانزلاق إلى تكرار أخطاء الصيف الماضي، ضمن استكمال ما طلبه منا رئيس الوزراء، إن كنتم تذكرون، حينما أعلن أن من واجبنا الوطني أن نعاود ارتياد الحانات، والذهاب إلى العمل تجنباً لفقدان وظائفنا، وتناول الطعام في الخارج من أجل مساعدة قطاع الضيافة".
وأشار إلى أن "النتائج أثبتت أننا لم نتوصل أبداً إلى خفض عدد الإصابات بما يكفي لنكون قادرين على التعامل مع الوباء. بالتالي، عندما تغيرت الظروف خلال موسم الخريف، سواء لجهة عودة الطلاب إلى المدارس والجامعات، أو نتيجة مزاولة الناس أعمالهم من المكاتب، إضافةً إلى زيادة البرودة في الطقس التي أجبرتنا على المكوث في أماكن مغلقة، أدى ذلك كله إلى ارتفاع عدد الإصابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف البروفيسور رايكر، "أعتقد أنه في هذه المرة يجب علينا أن نكون قد استخلصنا العبر من تجارب الماضي، ونتوصل إلى نسبة منخفضة من الإصابات إلى درجة نكون فيها أكثر تأهباً وأفضل استعداداً في مواجهة فصل الخريف المقبل، فلا يتعين علينا إعادة فرض القيود. بالتالي، أعتقد أن السؤال الحقيقي يبقى متمحوراً حول الطريقة الفضلى التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك من دون التسبب بإزعاج كبير يؤثر على حياة الناس".
تجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، أعلن هذا الأسبوع أن رفع القيود في أقرب وقت يمكن يتصدر "أولوياته المطلقة"، لكنه شدد على ضرورة توخي الحذر بغية التأكد من أن التغييرات "لا رجعة فيها".
وكذلك أكد جاويد أمام البرلمان البريطاني أن الحكومة لا تزال ملتزمةً تطبيق المرحلة الرابعة من خارطة الطريق، الهادفة إلى الخروج من الإغلاق في التاسع عشر من يوليو الجاري.
في المقابل، رأى البروفيسور رايكر أن نظام الاختبار والتتبع ما زال يفتقر إلى الفاعلية، والتواصل مع الناس لا يجري بسرعة كافية، مشيراً أيضاً إلى غياب الدعم اللازم عن الأشخاص الذين يتوجب عليهم عزل أنفسهم.
وأخيراً، اعتبر رايكر أنه "إذا ما نجحنا في اعتماد الخطوات الأساسية السليمة التي تضمن سلامة الصحة العامة، وتمكنا من الحد من تفشي العدوى، فلن تكون لدينا مخاوف من ارتفاع معدل الإصابات بسرعة حينما تتغير الظروف".
أسهمت وكالة "برس أسوسييشن" في إعداد محتوى هذا التقرير.
© The Independent