أثار مقطع فيديو يظهر تجهيز عروسة في قرية الحجازية في مركز السنبلاوين في محافظة الدقهلية (دلتا مصر) بـ"بقرة" في قائمة منقولاتها، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مبادرات شعبية عديدة بالتخفيف من تكاليف الزواج المبالغ فيها، بسبب بعض الموروثات الثقافية التي تخلق جواً من التنافس والتفاخر بين العائلات خلال مراسم الزواج.
وبحسب الفيديو المتداول، تظهر البقرة في زفة جهاز العروسة، وهي على إحدى العربات إلى جانب المفروشات والأثاث لتوصيلها إلى منزل العريس.
كواليس بقرة العروسة
كشف الشيخ حمادة العيدروسي، والد العريس وصاحب الفيديو الشهير المتداول على السوشيال ميديا، لـ"اندبندنت عربية"، عن كواليس شراء البقرة وظهورها ضمن قائمة المنقولات في مطبخ العروسة، لافتاً "أن كثيراً من المواطنين هاجموه دون أن يعرفوا الحقيقة، ما دفعه لحذف مقطع الفيديو من حسابه الشخصي على فيسبوك"، مشيراً إلى "أنهم أرادوا أن يقتصدوا في المنقولات من محتويات النيش الفارهة التي أصبحت من طقوس الزواج المبالغ فيها، بخاصة أن كلا العروسين لا يستفيدان من أغلب محتويات النيش، لذا قرر أهل العروسة أن يهدوها بقرة، للاستفادة من ألبانها في حياتها الزوجية". وأضاف، "أن المغالاة في تكاليف الزواج باتت سبباً رئيساً في انتشار العنوسة، وأصبح الزواج مشروعاً صعب المنال على الشباب، فبات متوسط الزيجة الواحدة قد يتجاوز المليون جنيه مصري (63 ألف دولار) بسبب عادات المفاخرة في الزواج، التي نزعت البركة منه، على حد وصفه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
البقرة استثمار
وأشار والد العريس "أن البقرة أصبحت مشروعاً لكلا العروسين تدر عليهم الرزق يومياً، حيث تنتج في اليوم قرابة 10 كيلو غرام من اللبن الصافي، تنتج به العروسة الجبن والقشطة، ثم يبادر الزوج ببيع تلك المنتجات لتكون مصدر رزق له في محل البقالة الذي يملكه".
وطالب حمادة العيدروسي أولياء الأمور بضرورة رفض المغالاه في تكاليف الزواج، الأمر الذي يجعل مشروع الزواج مشروعاً ثقيلاً على الشباب، ما يسفر عن ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق في آن واحد، فلن ينجح زوجان مثقلان بالديون.
وانتقد العيدروسي حالة السخرية التي شهدتها مواقع السوشيال ميدا من واقعة البقرة، مؤكداً أن الهجوم نابع من ثقافة مجتمعية خاطئة مبنية على التسرع في إصدار الأحكام. ووجهت العروسة الشكر لأسرتها على مبادرتهم على دعمها في منزل الزوجية هي وزوجها، لافتة أن مبادرة أسرتها أصبحت نموذجاً لدعم المقبلين على الزواج بما يساعدهم على حياة كريمة دون الاستدانة من أحد في ظل غلاء أسعار المعيشة.