لا يبدو أن الشعارات التي تنادي باستعادة العظمة الأميركية ستختفي للأبد، فبعد أيام من عقده أول تجمع سياسي كبير منذ مغادرته البيت الأبيض مستهل العام الحالي، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في مقابلة تلفزيونية، يوم الأربعاء الماضي، إنه اتخذ قراره بشأن الترشح للرئاسة لولاية ثانية في عام 2024، من دون أن يكشف عن طبيعة القرار.
وعما إذا كان مستعداً لخوض تلك المعركة مجدداً، أجاب ترمب على سؤال المذيع بشبكة "فوكس نيوز" شون هانيتي، خلال تجمع في ساحة مطار جنوب تكساس الدولي، قائلاً إنه "لا يريد (خوض معارك جديدة) ولكن البلاد بحاجة إلى ذلك. علينا أن نعتني بالبلاد. لا أريد ذلك، هل هذا ممتع؟ القتال باستمرار؟ القتال دائماً"؟
وعلى الرغم من الانتقادات التي يتعرض لها ترمب بشأن دوره في أحداث اقتحام مبنى الكونغرس في السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي وما تبع ذلك من إجراءات آخرها الأسبوع الماضي بتأسيس لجنة تحقيق في الحادثة بتوجيه من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إلا أن الرئيس السابق لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة وسط الناخبين وبنفوذ قوي داخل الحزب الجمهوري الذي يطمح لاستعادة البيت الأبيض.
وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أخيراً، أن ترمب اتخذ قراراً بشأن خططه المستقبلية وما إذا كان سيرشح نفسه أم لا، لكنه حالياً يحتفظ بهذا القرار لنفسه، في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس السابق حشد أنصاره من الجمهوريين لهزيمة الحزب الديمقراطي واستعادة مجلس النواب في الانتخابات النصفية لعام 2022.
تجمع أوهايو
وكان ترمب أقام في أوهايو أواخر يونيو (حزيران) الماضي، أول تجمع سياسي كبير له، منذ مغادرته البيت الأبيض قبل خمسة أشهر، دعماً لمرشح الولاية الجمهوري في انتخابات الكونغرس النصفية، ويأتي التجمع بعد خطابين أدلى بهما، أحدهما اتسم بتكرار مزاعم تزوير الانتخابات في كارولاينا الشمالية الشهر الماضي، حيث واصل الرفض بالاعتراف بخسارته انتخابات 2020 أمام جو بايدن.
وقال ترمب في مستهل خطابه إن هذا "أول تجمّع لانتخابات 2022"، مضيفاً "سنستعيد مجلس النواب، سنستعيد مجلس الشيوخ". وصوّر الرئيس الجمهوري السابق أميركا على أنها بلد يسير "نحو الهلاك" في عهد خليفته بايدن، مكرّراً مزاعمه عن "سرقة" الديمقراطيين انتخابات الرئاسة العام الماضي. وتابع "فزنا في الانتخابات مرتين، وقد نضطر إلى الفوز بها مرّة ثالثة"، ما أثار هتافات الآلاف من مؤيّديه الذين تجمّعوا في ويلنغتون قرب مدينة كليفلاند الصناعية.
أزمة الجدار
وخلال زيارته الأربعاء الماضي إلى ولاية تكساس حيث تفقد "الجدار الحدودي الفاصل مع المكسيك، ندد ترمب، بسياسة الرئيس جو بايدن في مجال الهجرة. قائلاً "باتت لدينا الآن حدود مفتوحة وخطرة جداً، أخطر من أي وقت مضى في تاريخ بلادنا".
وبينما تُتهم نائبة الرئيس الأميركي المكلفة هذا الملف كامالا هاريس بتجاهل الأزمة الحدودية، شهد فصل الربيع أرقاماً قياسية من الاعتقالات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة البالغ طولها 3200 كلم. وفي مايو (أيار) الماضي، أوقف حوالي 180 ألف شخص بعد عبور تلك الحدود بشكل غير قانوني وهو رقم قياسي جديد خلال 15 عاماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن دون انتظار البيت الأبيض، أعلن الجمهوري غريغ أبوت في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، أن تكساس ستواصل بناء الجدار الحدودي. وأعلنت الحاكمة الجمهورية لولاية داكوتا الجنوبية كريستي نويم من جهتها أنها سترسل عشرات العسكريين من الحرس الوطني من ولايتها الواقعة على بعد ألفي كلم شمالاً إلى الحدود.
تهم لمنظمة ترمب
وعلى صعيد آخر، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن، رفع لوائح اتهام جنائية ضد منظمة ترمب ومديرها المالي ألين فايسلبرغ، على ضوء مزاعم بعدم دفع الضرائب على المزايا الممنوحة للمديرين التنفيذيين في منظمة ترمب.
من جانبه، ندد ترمب بالتهم التي وجهت إلى منظمته ومديرها المالي، وقال إنها تأتي بدوافع سياسية، متهماً المدعين العامين في نيويورك بإحداث "انقسامات في البلاد". وأضاف الرئيس السابق في بيان أمس الخميس، بأن "حملة المطاردة التي يشنها الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون تتواصل مع تولي نيويورك المهمة الآن".