توفي الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" ومؤسسها أحمد جبريل، الأربعاء 7 يوليو (تموز) الحالي، في دمشق عن عمر ناهز 83 سنة. وهو يحمل الجنسية السورية.
وقال ابنه بدر لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "توفي بشكل طبيعي بعد معاناة مع المرض خلال الفترة الأخيرة"، مشيراً إلى أنه سيوارى في الثرى، يوم الجمعة، في مقبرة مخيم اليرموك في دمشق.
وعزّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجبهة وعائلة جبريل بوفاته، وفق ما نقلت وكالة "وفا" الفلسطينية.
"منظمة راعية للإرهاب"
وأنشأ جبريل، الذي ولد في قرية في قضاء يافا عام 1938، فصيله عام 1968 على إثر انشقاقه عن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، واتخذ القيادي منذ ذلك الحين دمشق مقراً له على الرغم من تنقله بينها وبين لبنان وإيران.
وفي الأعوام الأولى لتأسيسها، شنت الجماعة عشرات الهجمات في الشرق الأوسط وأوروبا تضمنت تفجير طائرات وعمليات خطف ورسائل ملغومة.
ويقول المعهد الإسرائيلي الدولي لمكافحة الإرهاب إن تلك الهجمات تضمنت تفجيراً عام 1970 لطائرة تابعة للخطوط الجوية السويسرية في الجو، ما أسفر عن مقتل 47 كانوا على متنها ومحاولة في عام 1972 لتفجير طائرة تابعة لخطوط العال باستخدام جهاز تسجيل مفخخ.
وكانت الجبهة من أولى الجماعات التي استخدمت الفرق الانتحارية، وفي 1974، هاجم ثلاثة من عناصرها بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل وقتلوا 18 رهينة قبل أن تقتلهم القوات الإسرائيلية، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1987، استخدمت طائرات شراعية صغيرة بمحرك لنقل اثنين من عناصرها عبر الحدود من لبنان وقتلا ستة جنود إسرائيليين.
وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، على أنها "منظمة راعية للإرهاب".
مع النظام السوري
وفي وقت عُرف جبريل بعلاقته بالقيادة السورية، كان معارضاً للقيادة الفلسطينية برئاسة الزعيم الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس، ورفض قرار القيادة الفلسطينية التفاوض مع تل أبيب والاتفاقات بينهما.
ونفذت "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" عمليات عدة ضد إسرائيل في جنوب لبنان وفي العمق الإسرائيلي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعام 2002، قتل نجله جهاد بانفجار عبوة وضعت في سيارته في بيروت. وعام 2010، دين ضابط لبناني سابق بالتعاون مع إسرائيل وبضلوعه في اغتيالات عدة، بينها المشاركة في اغتيال جهاد جبريل.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، اتخذ جبريل موقفاً صارماً بدعم قوات النظام السوري التي شارك فصيله بالقتال إلى جانبها، خصوصاً في معارك مخيم اليرموك ضد فصائل معارضة. وقال في مقابلة تلفزيونية عام 2012 إن جبهته ستكون مع "حزب الله" وإيران جزءاً من المعركة إلى جانب النظام السوري.
وتحتفظ "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" منذ الحرب الأهلية في لبنان (1975- 1990) بمواقع عسكرية لها فيه، تتجنب القوى الأمنية المحلية الاقتراب منها، علماً أن قرارات عدة اتخذت بإزالتها.
وسبق لإسرائيل أن قصفت مواقع للفصيل الذي يعدّ نفسه جزءاً من "محور المقاومة"، في كل من لبنان وسوريا، آخرها في صيف 2019 في منطقة البقاع.
تبادل أسرى
وحظي جبريل بسمعة طيبة بين الفلسطينيين على إثر تفاوضه عام 1985 على تبادل للأسرى مع تل أبيب.
وشهد اتفاق التبادل الإفراج عن أكثر من 1000 سجين بعضهم كان محتجزاً في السجون الإسرائيلية منذ فترات طويلة مقابل إطلاق سراح ثلاثة جنود إسرائيليين. وكان من بين المفرج عنهم بموجب هذا الاتفاق الشيخ أحمد ياسين الذي شارك في تأسيس "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس).
ونعت "حماس" و"حزب الله" جبريل.