تكبدت أسعار الخام خسائر أسبوعية بسبب ضبابية حول إمدادات النفط على الصعيد العالمي، يغذيها مأزق يعاني منه تحالف "أوبك+". وفي بداية الأسبوع، انهارت محادثات بشأن الإنتاج بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا وسط استمرار قلق التجار بشأن انهيار المحادثات بين تحالف "أوبك+"، الذي من شأنه زيادة الإمدادات النفطية بشكل غير محدد، ما يؤثر بالسلب في استقرار أسواق الخام.
وشهدت تعاملات الأسبوع حدوث تقلبات يومية كبيرة وضغطاً على الأسعار، ما دفع سعر عقود برنت القياسي، تسليم أغسطس (آب)، خلال الأسبوع إلى الهبوط بنسبة طفيفة 0.8 في المئة تعادل 61 سنتاً، متنازلاً عن مستوى 76 دولاراً ليغلق عند 75.55 دولار. في حين تراجع سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أغسطس 0.88 في المئة خلال الأسبوع تعادل 66 سنتاً ليسجل 74.65 دولار للبرميل.
نهاية أسبوع خضراء
ولكن بنهاية أمس الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، بقيت أسعار النفط في المنطقة الخضراء للجلسة الثانية على التوالي في رد فعل من السوق حيال انخفاض المخزونات الأميركية في مؤشر إلى استمرار السحب من مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك ومنتج للنفط في العالم.
كما تلقّت الأسعار بعض الدعم من مؤشرات على طلب آسيوي قوي من كل من الصين والهند، وهما أول وثالث أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، إلى جانب هبوط الدولار الأميركي.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 1.43 دولار بما يعادل 1.93 في المئة، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.62 دولار أو 2.2 في المئة.
لكن المكاسب في أسعار النفط كبحتها مخاوف من أن أعضاء مجموعة "أوبك+" قد يشعرون بالإغراء للتخلي عن قيود الإنتاج التي اتبعوها خلال الجائحة.
وساطات روسية وأميركية
وقالت مصادر في "أوبك+" لوكالة "رويترز" الأربعاء إن روسيا تسعى إلى التوسط للمساعدة في إبرام اتفاق لزيادة الإنتاج. وذكر البيت الأبيض الثلاثاء أن الولايات المتحدة أجرت محادثات رفيعة المستوى مع مسؤولين في السعودية والإمارات.
وقال تشيوكي تشين، رئيس المحللين لدى صنوارد تريدينغ "الأسواق تفتقد وجود اتجاه واضح بسبب الضبابية التي تكتنف إنتاج أوبك+ بعد أغسطس، كما أن انخفاض المخزونات الأميركية عامل إيجابي، لكنه قد يكون ظاهرة مؤقتة بالنظر إلى ارتفاع في جائحة كورونا بالولايات المتحدة وأماكن أخرى". وأضاف لـ"رويترز" أن "فرض إغلاقات عامة جديدة لمكافحة الجائحة ربما يبطئ التعافي في السفر والطلب على وقود الطائرات".
الانخفاض التاريخي
وقال فيل فلين، كبير المحللين في برايس فيوتشرز غروب بشيكاغو، "السوق تشرع في التعامل مع الانخفاض التاريخي في مخزونات النفط الأميركية والآفاق الباهتة لعودة النفط الإيراني إلى السوق".
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الخميس، بأن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والبنزين سجلت تراجعاً حاداً الأسبوع الماضي، بينما بلغ الطلب على البنزين أعلى مستوياته منذ 2019، مما يشير إلى تزايد قوة الاقتصاد.
وهبطت مخزونات الخام 6.9 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في الثاني من يوليو (تموز) الحالي إلى 445.5 مليون برميل وهو أدنى مستوى منذ فبراير (شباط) 2020، ويفوق النزول أربعة ملايين برميل أشارت إليها التقديرات في استطلاع أجرته "رويترز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت إدارة المعلومات إن المخزونات في مركز التسليم في "كاشينغ" بولاية أوكلاهوما انخفضت 614 ألف برميل الأسبوع الماضي. وهبط استهلاك الخام بمصافي التكرير 184 ألف برميل يومياً، بينما تراجعت معدلات تشغيل المصافي 0.7 نقطة مئوية.
وهَوت مخزونات البنزين 6.1 مليون برميل إلى 235.5 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تنخفض 2.2 مليون برميل. ونمت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 1.6 مليون برميل إلى 138.7 مليون برميل، في مقابل توقعات لزيادة 171 ألف برميل. وارتفع صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام 558 ألف برميل يومياً إلى 3.25 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي. وحتى مع ارتفاع أسعار الخام صوب 75 دولاراً للبرميل، تحافظ شركات النفط الصخري الأميركية على تعهداتها بإبقاء الإنتاج مستقراً، في انصراف عن دورات سابقة من الازدهار. وترتفع الإصابات بـ"كوفيد-19" في الولايات المتحدة، في الغالبية تقريباً بين أولئك الذين لم يتلقّوا اللقاحات المضادة للفيروس.
ارتفاع حفارات النفط الأميركية
وواصلت أعداد حفارات النفط في الولايات المتحدة، وهو مؤشر مبكر إلى الإنتاج المستقبلي، ارتفاعها للأسبوع الثاني على التوالي. وأظهر التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية، الجمعة، زيادة عدد حفارات النفط في البلاد بمعدل حفارين إلى 378 منصة هذا الأسبوع المنتهي في 9 يوليو 2021. وجاءت الزيادة من أحواض خارج منطقة الصخري مع إضافة حفارين ليصل الإجمالي إلى 60 حفاراً، واستقرت حفارات التنقيب في حوض برميان عند 237 حفاراً.
كما ارتفع عدد حفارات الغاز الطبيعي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2 في المئة، بما يعادل حفارين ليصل إلى 101 حفار، فيما ارتفع إجمالي حفارات الغاز الطبيعي والنفط معاً، 4 في المئة على أساس أسبوعي إلى 479 حفاراً.