مع عودة تفشي وباء كورونا بصورة متسارعة في أغلب مناطق العالم، باستثناء أميركا اللاتينية، تتزايد المخاوف من متحورة "دلتا"، التي رُصدت لأول مرة في الهند في أبريل (نيسان) الماضي، وتُعتبر الأشد عدوى وفتكاً، منذ ظهور الوباء في بداية عام 2020.
وفي حين تقول منظمة الصحة العالمية، إن متحورة "دلتا" المعروفة علمياً باسم "B.1.617"، موجودة في نحو 100 دولة حول العالم، محذرةً من أن العالم "بات في نقطة خطرة" مع التهديد بموجة كورونا جديدة، توضح الدراسات العلمية والمتخصصة، أن ما يجعل "دلتا" مخيفةً مقارنة ببقية السلالات هو سرعة انتشارها المرتفعة بنحو "40 إلى 60 في المئة"، وقدرتها على العدوى بمقدار الضعفين مقارنة بفيروس كورونا الأصلي.
وخلال الأسبوع الأخير، اقتصر التحسن في معدلات الإصابة بكورونا على منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي، حيث انخفض عدد الإصابات الجديدة 9 في المئة مقارنة بالأسبوع السابق، بينما تسارعت معدلات الإصابة في جميع المناطق الأخرى حول العالم، حيث شهدت القارة الأوروبية زيادة 34 في المئة، و26 في المئة بالولايات المتحدة وكندا معاً، و23 في المئة بأفريقيا، و18 في المئة بالشرق الأوسط، و13 في المئة بآسيا، بحسب تحليل لوكالة الصحافة الفرنسية.
أكثر فتكاً
وفق دراسة حديثة نشرتها مجلة "ناتشر" العلمية الأميركية الخميس الماضي، ونقلتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن متحورة "دلتا" قادرة على تفادي الأجسام المضادة التي تستهدف بعض أجزاء الفيروس.
وذكرت الدراسة، التي حاولت بحث خصائص "دلتا"، في مواجهة الأجسام المضادة، أن المتحورة الجديدة بالكاد كانت حساسةً تجاه جرعة واحدة من اللقاح، مؤكدةً أبحاثاً سابقة ذكرت أن "دلتا" قادرة على تفادي الجهاز المناعي جزئياً على الرغم من أن ذلك يتحقق بدرجة أقل من متحور "بيتا" ذي المنشأ الجنوب أفريقي.
واعتمد بحث "ناتشر"، على عينات دم من 103 أشخاص أصيبوا بـ"كورونا"، وجدوا أن "دلتا" كانت أقل حساسية بكثير من متحور "ألفا" (ضرب بريطانيا وجزءاً كبيراً من أوروبا في وقت سابق من هذا العام) على مستوى العينات المأخوذة من أشخاص غير ملقحين، وبحسب الدراسة حفزت جرعة واحدة من اللقاح الحساسية بشكل بارز، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين تعافوا من كورونا كانوا لا يزالون بحاجة إلى اللقاح لحماية أنفسهم من بعض المتحورات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحلل فريق الباحثين عينات من 59 شخصاً بعد أن حصلوا على الجرعتين الأولى والثانية من لقاحي "أسترازينيكا" و"فايزر"، ووجدوا أن عينات الدم المأخوذة من 10 في المئة من الأشخاص الذين تلقوا جرعة واحدة من أي من اللقاحين كانت قابلة على تحييد متحوري "دلتا"، و"بيتا" في الأبحاث المختبرية، لكن جرعة ثانية عززت هذا الرقم إلى 95 في المئة، ولم يكن هنالك أي فرق بارز بين أعداد الأجسام المضادة التي حفزها اللقاحان.
وخلصت الدراسة إلى أن "جرعة واحدة من لقاحي "فايزر" و"أسترازينيكا" كانت فعالة بشكل ضعيف أو غير فعالة على الإطلاق ضد متحوري "بيتا" و"دلتا"، على الرغم من أن جرعة واحدة من اللقاح لا تزال كافية لتفادي دخول المستشفى أو الوفاة بسبب الفيروس.
التغلب على الأجسام المضادة
رؤية أخرى عن خطورة "دلتا"، عززها تحليل مختبري حديث أجراه باحثون فرنسيون بقيادة معهد باستير في باريس، كشفت عن أن الطفرة الفيروسية التي نشأت في الهند لديها قدرة أكبر بـ4 مرات، للتغلب على الأجسام المضادة الناتجة عن عدوى سابقة مقارنة بمتحور "ألفا".
وبحسب ما نشرته صحيفة "تليغراف" البريطانية، فإن تحليل معهد باستير، وجد أن جرعة واحدة من لقاحي "فايزر" أو "أسترازينيكا" توفر حماية 10 في المئة فقط ضد متحور "دلتا"، موضحة أن جرعة واحدة من أي من اللقاحين كانت "ضعيفة أو غير فعالة على الإطلاق" ضد كل من نسخة "دلتا" ونسخة "بيتا"، ومع ذلك، فقد أدى إعطاء جرعة ثانية من أي لقاح إلى استجابة معادلة بنسبة 95 في المئة على الرغم من أن الأجسام المضادة كانت أقل بثلاث إلى 5 مرات ضد "دلتا" من "ألفا".
وكانت دراسة إسرائيلية قد نشرت الاثنين الماضي، توصلت إلى أن لقاح "فايزر" يوفر حماية 64 في المئة ضد "دلتا"، مقابل 95 في المئة ضد جميع متغيرات كورونا الأخرى، وخاصة متغير "ألفا".
وتقول تقارير، إن سلالة "دلتا"، كانت المتسبب خلال الأسابيع الأخيرة، في إصابة ربع الحالات الجديدة بالولايات المتحدة، قبل أن تشير تقديرات أخيرة إلى أنها باتت المتسبب في أكثر من 50 في المئة من الإصابات، فيما وصلت في بعض المناطق بالولايات المتحدة إلى 80 في المئة.