أبدت الولايات المتحدة الأميركية قلقها للغاية من تحورات كورونا لتهديدها تعافي الاقتصاد العالمي. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في البندقية، إن واشنطن "قلقة جداً" من تهديد متحورات فيروس كورونا لانتعاش الاقتصاد العالمي.وأوضحت خلال مؤتمر صحافي "نحن قلقون جداً بشأن المتحورة دلتا ومتحورات أخرى قد تظهر وتهدد الانتعاش. نحن في ظل اقتصاد عالمي مترابط فما يحصل في أي جزء من العالم يؤثر على الدول الأخرى".
تهديد للعالم
وأضافت "تشكل المتحورات تهديداً للعالم بأسره" داعية "إلى العمل معاً لتسريع عملية التلقيح وتحديد هدف تطعيم 70 في المئة من سكان العالم العام المقبل". وعلى صعيد اللقحات رأت يلين "علينا بذل المزيد وأن نكون أكثر فاعلية". وكان وزراء المال في مجموعة العشرين في ختام اجتماعهم في البندقية من "الأخطار" التي يطرحها "تفشي متحورات جديدة من كوفيد-19 ووتيرات متفاوتة لعمليات التلقيح" على انتعاش الاقتصاد العالمي. وإذا كان الوضع الاقتصادي العالمي "قد تحسن، خصوصاً بفضل تزايد عمليات التلقيح" في الأشهر الأخيرة، فإن مجموعة العشرين ذكرت في بيانها الختامي أن الأزمة لم تنته بعد.
وتستمر متحورة دلتا الشديدة العدوى في التأثير على انتعاش النشاط الاقتصادي في العالم بأثره. إذ تسببت ببؤر وبائية في آسيا وأفريقيا وفي ارتفاع في الإصابات في أوروبا والولايات المتحدة.
الشركات متعددة الجنسيات
وكان اجتماع مجموعة العشرين في مدينة البندقية الإيطالية أول اجتماع مباشر للوزراء منذ بداية الجائحة، وشملت قراراتهم المصادقة على قواعد جديدة تهدف إلى منع الشركات متعددة الجنسيات من تحويل أرباحها إلى ملاذات ضريبية منخفضة. ويمهد ذلك الطريق أمام قادة دول المجموعة، التي تضم أكبر 20 اقتصاداً في العالم، لوضع اللمسات الأخيرة على قرار، بحد أدنى عالمي، جديد لضريبة الشركات بنسبة 15 في المئة على الأقل خلال قمة في روما في أكتوبر (تشرين الأول). وذكر بيان ختامي أن التوقعات الاقتصادية العالمية تحسنت منذ محادثات مجموعة العشرين في أبريل (نيسان) بفضل طرح اللقاحات وحزم الدعم الاقتصادي، لكنه أقر بهشاشة تلك التوقعات في مواجهة سلالات متحورة من فيروس كورونا مثل السلالة دلتا سريعة الانتشار. وجاء في البيان أن "التعافي يتسم بتباين كبير بين البلدان وداخلها ويظل عرضة لخطر التراجع، لا سيما مع انتشار سلالات جديدة من كوفيد-19 والتباين في وتيرة التطعيم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال وزير الاقتصاد الإيطالي دانييلي فرانكو، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين حتى ديسمبر (كانون الأول)، "نتفق جميعاً على أنه يجب علينا تجنب فرض أي قيود مرة أخرى على حركة المواطنين وأسلوب حياة الناس". ومن المقرر أن يكون الاتفاق الضريبي أكبر مبادرة سياسية جديدة تنبثق من هذه المحادثات. ويتوج الاتفاق ثماني سنوات من الخلاف حول قضية الضرائب.
الحد الأدنى للضرائب
ويهدف الحد الأدنى عالمياً لضريبة الشركات بنسبة 15 في المئة على الأقل إلى ردع الشركات متعددة الجنسيات عن سعيها للحصول على أقل معدل ضرائب، كما أنه سيغير الطريقة التي يتم بها فرض ضرائب على الشركات متعددة الجنسيات عالية الربحية مثل "أمازون" و"غوغل"، والتي تعتمد جزئياً على المكان الذي تبيع فيه المنتجات والخدمات، بدلاً من موقع مقرها الرئيس. ويمثل أعضاء مجموعة العشرين ما يزيد على 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و75 في المئة من التجارة العالمية و60 في المئة من سكان كوكب الأرض، بما في ذلك الولايات المتحدة، واليابان، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والهند.
إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي الرافضة للاتفاق، وهي إيرلندا، وإستونيا، والمجر، فإن الدول الأخرى التي لم توقع على الاتفاق تتضمن كينيا ونيجيريا وسريلانكا وباربادوس وسانت فنسنت وجرينادين.