لا يختلف المسلمون في صيامهم في أي مكان، لكن العادات والطقوس والتقاليد المتبعة والخصوصية التي يتميز بها كل بلد عن غيره، تتبدل وتتغير، لتؤكد المكانة الكبيرة لهذا الشهر الفضيل. وتحرص الأسر المغربية على الاستعداد النفسي و المادي للشهر الكريم. يتغير نمط الحياة اليومية كلياً في رمضان بمدينة طنجة المغربية، فتتزين المساجد بحلل جديدة، وتُعَطّر الأجواء بروائح البخور، وتشهد الأسواق الشعبية حركة نشطة، فيما تعرض المحال وتتجدد مأكولات ومواد غذائية يُقبل عليها المغاربة بشكل أكبر خلال شهر الصوم.
مهن موسمية
ويُمثل رمضان في طنجة، شمال المغرب فرصة للعاطلين من العمل، إذ يلجأ البعض إلى مهن موسمية صغيرة تُخلصهم من رتابة البطالة، وهكذا تتحول العديد من الأزقة والأسواق مع الغروب، إلى فضاء لبيع الحلويات المنزلية والفطائر والبخور والأواني و كل مستلزمات الإفطار. في هذا الشهر الكريم، يعود الأشخاص إلى اللباس التقليدي، وتُضطر محال الخياطة التقليدية إلى تمديد أوقات العمل لتلبية طلبات الزبائن وتتنوع أذواق الرجال والنساء في التحلي بالجلباب بألوانه وتصميماته المتنوعة. ويرافق الجلباب نعل جلدي يُسمى "البلغة" كان ينحصر سابقاً في اللون الأصفر بالنسبة إلى الرجال قبل أن تتنوع ألوانه ومواد صنعه.
الطاولة الرمضانية
ثمة ثنائي شهير لا تخلو المائدة المغربية منه: حساء "الحريرة" وحلوى "الشباكية "، وتختص الطاولة في هذا الشهر أيضاً بمأكولات مثل "السفوف" وعجائن "البغرير" و"المسمن"(أنواع من الفطائر) من دون إغفال الشاي المغربي بالنعناع. ويحرص سكان مدينة طنجة المغربية بشكل يومي على أداء صلاة التراويح مباشرة بعد الإفطار، فتنتشر أصوات المؤذنين المميزة، ويبدأ المغاربة بالتوافد إلى المساجد المزينة بالمصابيح المضيئة والأنوار والبخور. واستعداداً لاستقبال آلاف المصلين، تُضطر السلطات إلى قطع حركة المرور خلال ساعات الصلاة للسماح برص الصفوف في الشوارع المجاورة.
بحث عن عريس
في السابق، وبعدما كان الذهاب إليه مقتصراً على النساء المتقدمات في السن أو المتزوجات، بات المسجد مقصداً لشابات في مقتبل العمر يبحثن عن عريس المستقبل. ومن المشاهد الطريفة التي تتكرر سنوياً، فتيات بكامل أناقتهن يقصدن الجوامع للصلاة والدعاء، عسى أن تكبر حظوظهن ويلفتن نظر حماة المستقبل التي تُركز بدورها خلال تجمعات النساء في صلوات التراويح على انتقاء زوجة لابنها، على أملٍ في أن تكون العروس مُتدينة وذات خلق طيب.