على الرغم من المخاطر والتداعيات التي خلفتها جائحة فيروس كورونا، لكن تمكن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من تسجيل صفقات تتجاوز قيمتها 646 مليار دولار منذ بداية الجائحة في أول 2020 حتى نهاية مايو (أيار) الماضي.
وتشير البيانات التي جمعتها "اندبندنت عربية"، إلى أن العام الماضي شهد إتمام نحو 7 صفقات دمج واستحواذ بقطاع التكنولوجيا بلغت قيمتها الإجمالية نحو 143.8 مليار دولار، فيما ارتفع هذا الرقم إلى نحو 503 مليارات دولار خلال أول 5 أشهر من العام الحالي، ليبلغ إجمالي الصفقات التي شهدها القطاع منذ بداية الجائحة حتى نهاية مايو الماضي نحو 646.8 مليار دولار.
في الوقت نفسه، كشفت البيانات عن ارتفاع القيمة السوقية الإجمالية لأكبر 5 شركات تكنولوجيا في العالم إلى نحو 8 تريليونات دولار، بعد أن ارتفعت أسهمها منذ ظهور وباء كورونا لتصل إلى مستويات قياسية بسبب تباطؤ جميع القطاعات الاستثمارية مقابل نمو كبير في قطاع التكنولوجيا. وتصدرت شركة "أبل" الأميركية قائمة الشركات الخمس الكبار في صناعة التكنولوجيا على مستوى العالم بعدما قفزت قيمتها السوقية من 1.3 تريليون دولار في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي إلى أكثر من 2.3 تريليون دولار في بداية فبراير (شباط) الماضي مسجلة نمواً بنسبة 77 في المئة.
40 مليار دولار قيمة أكبر صفقة
في ما يتعلق بالصفقات، فقد شهد فبراير 2020 إتمام 3 صفقات، كانت الأولى بقيام شركة "إنتويت" بالاستحواذ على شركة "كريديت كارما" بقيمة استثمارية بلغت نحو 7.1 مليار دولار. تلتها عملية استحواذ بنك "مورغان استانلي" على شركة "إي تريد" بقيمة استثمارية بلغت نحو 13 مليار دولار. ثم استحواذ شركة "كوك إندستريز" على شركة "إنفور"، وبلغت قيمة الصفقة نحو 11 مليار دولار.
وفي يونيو (حزيران) 2020، استحوذت شركة "إنفيديا" على شركة "آرم"، وكانت هذه الصفقة هي الأكبر حجماً في القطاع، إذ بلغت قيمتها نحو 40 مليار دولار.
فيما شهد أكتوبر (تشرين الأول) 2020 صفقتين، تمثلت الأولى في استحواذ شركة "إي أم دي" على شركة "إكسيلينيكس" وبلغت قيمة الصفقة نحو 35 مليار دولار. وكانت الثانية من نصيب شركة "مارفل تكنولوجي" التي استحوذت على شركة "إنفي" في صفقة بلغت قيمتها الاستثمارية نحو 10 مليارات دولار.
بينما شهد ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي استحواذ شركة "سيلز فورس" على شركة "سلاك" وبلغت قيمة الصفقة نحو 27.7 مليار دولار.
2.4 تريليون دولار في 5 أشهر
وكانت وحدة "ريفينيتيف"، قد كشفت في تقرير حديث، أن القيمة الإجمالية لصفقات الدمج والاستحواذ على مستوى العالم، بلغت منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية مايو الماضي أكثر من 2.4 تريليون دولار لتسجل أعلى مستوى في تاريخها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشارت إلى أن إجمالي صفقات الدمج والاستحواذ العالمية خلال مايو فحسب قفزت إلى قرابة 533 مليار دولار أو ما يعادل أكثر من 22 في المئة من القيمة الإجمالية العالمية لهذه الصفقات خلال الخمسة أشهر الأولى من العام الحالي، وذلك للشهر الثالث على التوالي لتسجل أعلى مستوى في تاريخها.
وبلغ عدد الصفقات التي يتجاوز كل منها المليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي نحو 428 صفقة بالمقارنة مع 131 فقط خلال الفترة نفسها من العام الماضي مسجلة زيادة بنحو 297 صفقة بنسبة نمو تبلغ نحو 266.7 في المئة.
وذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن نشاط الدمج والاستحواذ سجل رقماً قياسياً خلال مايو الماضى مدفوعاً بأسعار الفائدة المتدنية وارتفاع أسعار أسهم الشركات إلى مستويات جديدة، إضافة إلى تزايد الاهتمام بعقد صفقات فى قطاعات التكنولوجية والأدوية والرعاية الصحية التي شهدت انتعاشاً واضحاً بسبب جائحة فيروس كورونا.
رقم قياسي للإعلام والترفيه
وحققت صفقات الدمج والاستحواذ بين شركات الإعلام والتسلية والترفيه رقماً قياسياً خلال مايو الماضي، إذ بلغت قيمة الصفقات التي شهدها هذا القطاع نحو 153.5 مليار دولار، أعقبتها شركات التكنولوجيا المتقدمة بنحو 114.2 مليار دولار، ثم شركات الرعاية الصحية بأكثر من 56 مليار دولار.
أما الشركات التي تستهدف الاستحواذ بغرض محدد مثل جمع الأموال من خلال شراء شركة خاصة وإدراجها في البورصة وطرح أسهمها في اكتتابات عامة، فقد سجلت قيمة قياسية أيضاً خلال الفترة من بداية يناير الماضي وحتى نهاية مايو الماضي بلغت نحو 348 مليار دولار.
وتصدرت الولايات المتحدة الأميركية دول العالم في نشاط الدمج والاستحواذ منذ ظهور كورونا حتى الآن، إذ بلغ إجمالي قيمة الصفقات التي شهدتها منذ بداية العام الحالي حتى نهاية مايو الماضي أكثر من 1.3 تريليون دولار في 5 أشهر فقط. وجاءت أوروبا في المركز الثاني بقيمة 411 مليار دولار، تلتها منطقة آسيا الوسطى بقيمة صفقات بلغت نحو 387 مليار دولار.
فيما تجاوزت قيمة صفقات الدمج والاستحواذ المعلنة بين الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 17.1 مليار دولار بزيادة نسبتها 19 في المئة مقارنة بالأرقام المسجلة خلال الفترة نفسها من عام 2020.