نفت السلطات الصينية، الثلاثاء، الاتهامات التي وجّهتها إليها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها، بالوقوف خلف هجوم سيبراني استهدف خوادم أساسية لشركة "مايكروسوفت"، معتبرة على لسان سفارتها في نيوزيلندا، أن هذه الاتهامات مجرد مزاعم "لا أساس لها، وغير مسؤولة على الإطلاق".
وبعد أن انضمت نيوزيلندا إلى قائمة الدول التي اتهمت الصين بالضلوع في أنشطة سيبرانية خبيثة، أصدرت السفارة الصينية في ويلينغتون بياناً هاجمت فيه بشدة الدور النيوزيلندي، واصفةً الاتهامات الموجهة لبكين بأنها "تشويه خبيث".
ودانت الولايات المتحدة وحلفاء لها الصين، الاثنين، بقيامها بأنشطة إلكترونية "خبيثة"، واتهمتها بالضلوع في جريمة الابتزاز وطلب فديات من شركات خاصة، وتهديد الأمن القومي، وألقت باللوم بشكل محدد على متسللين يعملون لصالح بكين في هجوم واسع النطاق على "مايكروسوفت" كُشف عنه هذا العام.
وقال مسؤول أميركي رفيع، إن "سلوكيات (الصين) غير المسؤولة في الفضاء الإلكتروني لا تتوافق مع هدفها المعلن بأن يُنظر إليها على أنها قائد مسؤول في العالم".
وانضمت الولايات المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأستراليا واليابان ونيوزيلندا وكندا، لتوجيه الاتهامات إلى بكين، وفق ورقة حقائق نشرها البيت الأبيض، صباح الاثنين.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، اليوم، "تحمّل الولايات المتحدة ودول حول العالم الصين المسؤولية عن نمطها من السلوك غير المسؤول والتخريبي والمزعزع للاستقرار في الفضاء الإلكتروني، الذي يشكل تهديداً كبيراً لأمننا الاقتصادي والوطني".
هجمات في مختلف أنحاء العالم
ولاحظت واشنطن أن الحكومة الصينية "تستعين بقراصنة معلوماتية مجرمين" لشن هجمات في مختلف أنحاء العالم. ووجّه القضاء الأميركي، الإثنين، اتهامات إلى أربعة قراصنة صينيين، بينهم ثلاثة "موظفين في وزارة أمن الدولة" متهمين بالتسلل إلى أنظمة شركات وجامعات وحكومات بين 2011 و2018، بهدف سرقة بيانات أو تكنولوجيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وترتبط المعلومات المسروقة بدول عدة بينها ألمانيا وإندونيسيا بآليات مستقلة ومعادلات كيماوية وتكنولوجيات تسلسل جيني، وفق وزارة العدل الأميركية.
وأوضح مسؤول أميركي، أن وزارة أمن الدولة الصينية "تستخدم قراصنة مجرمين تتعاقد معهم لشن عمليات عبر الإنترنت غير مصرح بها عالمياً، بما في ذلك لمصالحهم الخاصة". وأضاف أن هذه العمليات تشمل "أنشطة مُجرّمة على غرار الابتزاز عبر الإنترنت والاستيلاء بواسطة التشفير وسرقة ضحايا من حول العالم من أجل مكاسب مالية".
هجمات الفدية
وباتت "هجمات الفديات" التي تقضي بتشفير معطيات تابعة لهدف معين والمطالبة بالمال لفك هذا التشفير شائعة، واستهدفت أخيراً العديد من كبرى الشركات الأميركية، لكن المتخصصين الأميركيين ينسبونها في شكل أكبر إلى قراصنة متمركزين في روسيا.
وحمّلت بروكسل ولندن وواشنطن في بياناتها الصين رسمياً مسؤولية القرصنة واسعة النطاق التي استهدفت في مارس (آذار) خدمة "أكستشينج" للمراسلة التابعة لمجموعة "مايكروسوفت"، ويقدر أنها طاولت ما لا يقل عن 30 ألف منظمة بينها شركات ومدن ومؤسسات محلية.
وسبق أن اتهمت "مايكروسوفت" مجموعة قراصنة على صلة ببكين تعرف باسم "هافنيوم".
وقالت الدبلوماسية الأوروبية، إن "القراصنة يواصلون حتى اليوم استغلال هذه الثغرات الأمنية"، مؤكدة أن ذلك يمثل تهديداً أمنياً، لافتة إلى تكبد "المؤسسات والشركات (في الاتحاد الأوروبي) خسائر اقتصادية كبيرة".
كذلك، نددت بأنشطة قراصنة يعرفون باسمي "أي بي تي 40"، و"أي بي تي 31" (أدفانسد بيرزيستنت ثريت)، مشيرة إلى أنهم شنوا هجمات "من الأراضي الصينية بهدف سرقة أسرار أو التجسس".
© The Independent