صعدت أسعار النفط، مع استمرار تلقيها الدعم من زيادة استهلاك الوقود في الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للخام في العالم، مع استمرار استنزاف المخزونات المتراكمة خلال وباء كورونا.
وبينما يراهن المستثمرون على أن تعافي الطلب سيظل كما هو على الرغم من ظهور السلالات الجديدة المتحورة من كورونا، التي أدت إلى تشديد بعض الدول القيود على الحركة والتنقل في العديد من الدول مرة أخرى، يتجه خام "برنت" القياسي صوب 75 دولاراً، مواصلاً مكاسبه للجلسة الخامسة على التوالي، فيما صعد الخام الأميركي فوق مستوى 72 دولاراً بعد هبوط للمرة الأولى في ست جلسات.
وبحلول الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم شهر سبتمبر (أيلول) 28 سنتاً، بما يعادل 0.38 في المئة، لتصل إلى 74.78 دولار للبرميل بعد ما ربح 0.5 في المئة في جلسة الاثنين.
وصعدت عقود الخام الأميركي "غرب تكساس الوسيط" تسليم سبتمبر 11 سنتاً أو ما يعادل 0.15 في المئة، لتسجل 72.02 دولار للبرميل، بعد هبوطها 0.2 في المئة في الجلسة السابقة.
شح نفطي
وقال المحللون لدى "بنك يو بي أس" السويسري، في مذكرة بحثية نقلتها وكالة "رويترز"، إنه "في ضوء نمو الطلب الذي يُرجح أن يتجاوز نمو المعروض في المدى القريب، من المتوقع حدوث شح نفطي على مدى الصيف، وهو ما سيعزز الأسعار".
ويقع المستثمرون تحت ضغط التوقعات بنقص إمدادات الخام في الربع الأخير من العام الحالي من جهة، وتزايد حالات الإصابة بكورونا الذي يزيد المخاوف بنقص الطلب من جهة أخرى.
وفي مؤشر إيجابي للطلب على الوقود، سجلت بريطانيا، الاثنين 26 يوليو (تموز)، أدنى إجمالي إصابات يومية جديدة بفيروس كورونا منذ الرابع من يوليو.
انتعاش الطلب
وقال نائب رئيس استشارات الطاقة لشركة "آي أتش أس ماركيت" في سنغافورة، فيكتور شوم، لوكالة "بلومبيرغ"، "ستساعد معدلات التطعيم المرتفعة على تعزيز انتعاش الطلب"، مضيفاً أن سرعة نمو الطلب ستضعف في وقت لاحق من هذا العام، لذلك من المتوقَّع أن تنخفض أسعار النفط بعد أن بلغت ذروتها في الربع الثالث من عام 2021.
زيادات يومية قياسية
وعلى الرغم من ذلك، استمرت حالات الإصابة بفيروس كورونا في الارتفاع في مطلع الأسبوع الحالي في بعض الدول، ولا سيما في الدول الكبرى في آسيا، فيما سجلت بعض الدول زيادات يومية قياسية أدت إلى توسيع إجراءات الإغلاق والعزل الصحي العام، التي قد تُبطئ الطلب على النفط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتزامن ذلك مع اتفاق تحالف "أوبك+" على زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً، بدءاً من أغسطس (آب) المقبل، ما أثار مخاوف بشأن فائض في الخام في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في بعض دول العالم.
وأثار تفشي متحورة "دلتا" سريعة الانتشار بعض المخاوف في شأن توقعات الطلب على المدى القصير، وأوقفت المتحورة الجديدة ارتفاع أسعار النفط الذي بدأ أواخر العام الماضي، وتتجه الأسعار إلى ثاني انخفاض شهري منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020. فقد أدى ذلك إلى تقليص الطلب على الوقود في بعض المناطق.
تحديد اتجاه الأسعار
وفي الإطار ذاته، أصدرت الولايات المتحدة تحذيرات من السفر إلى إسبانيا والبرتغال، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وقال مسؤول فى البيت الأبيض لوكالة "رويترز" إن قيود السفر الأوسع لن يتم رفعها بسبب متحورة "دلتا" الشديدة العدوى، مع تزايد الإصابات المحلية.
وشهدت الصين، أكبر مستورد في العالم للخام، زيادة في الإصابات بكورونا، بينما تواجه البلاد فيضانات شديدة وإعصاراً في أجزاء في وسط البلاد وشرقها.
ويتطلع المستثمرون إلى الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وبيانات مخزونات الخام الأميركية المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع الحالي لتحديد اتجاه الأسعار.