يتركز اهتمام المستثمرين على اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الثلاثاء 27 يوليو (تموز)، للبحث في تقليص سياسات التيسير النقدي، فهل يفاجئ البنك الأسواق بقرارات في شأن الفائدة؟
في الوقت ذاته، تراجعت الأسهم الأوروبية بفعل هبوط حاد للأسهم الصينية وبيانات مخيبة للآمال عن مبيعات "ريكيت بنكايزر"، مما طغى على نتائج قوية لشركات مثل "إل. في. إم. إتش".
وهبط مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.6 في المئة، مواصلاً الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، لكنه ظل من دون نقاط قليلة حول أعلى مستوياته على الإطلاق.
نتائج مخيبة لسهم "ريكيت"
وهبط سعر سهم شركة الأدوية والمستحضرات الطبية "ريكيت بنكايزر" بنسبة 8.8 في المئة بعدما أظهرت بياناتها المالية للربع الثاني أنها لم تحقق مستهدف المبيعات بسبب تراجع الطلب على بعض منتجاتها.
وقالت لورا هوي، محللة الأسهم في هارغريفز لانسداون لمحطة "سي أن بي سي"، "مع ارتفاع كلفة الانتاج لم ترتفع العائدات سوى بشكل طفيف". وأشارت إلى "أن شركة ريكيت كانت في وضع صعب فيما يخص عدد من منتجاتها مثل الديتول والفيتامينات والمكملات الغذائية التي شهدت طلبا قوية في فصول عام الوباء. وجاءت نتائجها لنصف العام مخيبة للآمال ما جعل سعر أسهمها يهبط بشدة. لكن بالنظر إلى الأرقام الحقيقية لأداء الشركة يمكن اعتبار رد فعل السوق مبالغاً فيه". وأضافت، "أن فصل الشتاء الأخير لم يشهد ارتفاعاً في حالات البرد والإنفلونزا ما جعل منتجات الشركة التي تباع بدون وصفة طبية لا تشهد طلباً جيداً". وتشهد الأسواق العالمية تراجعات هذا الأسبوع بفعل بواعث القلق حيال قيود صينية أشد على قطاع التكنولوجيا، على الرغم من التفاؤل في شأن موسم نتائج الشركات في الولايات المتحدة وأوروبا.وانخفض سهم "بروسوس" الهولندية لاستثمارات التكنولوجيا 7.4 في المئة، مسجلاً أقل مستوى له منذ مايو (أيار) 2020، بفعل خسائر الأسهم في هونغ كونغ والصين. لكن سهم "إل. في. إم. إتش"، أكبر شركة منتجات فاخرة في العالم، ارتفع قليلاً بعد الإعلان عن مبيعات وأرباح أعلى.
قطاع التجزئة البريطاني
إلى ذلك، أظهرت بيانات أن تجار التجزئة البريطانيين شهدوا تباطؤاً طفيفاً في يوليو (تموز) بعد أن سجل نمو المبيعات أعلى مستوياته في ما يقرب من ثلاث سنوات في يونيو (حزيران)، وهو الشهر الكامل الأول بعد إعادة فتح المتاجر غير الأساسية التي كانت مغلقة بسبب إجراءات الوقاية من كورونا.
ونزل مؤشر "اتحاد الصناعات" البريطاني لحجم المبيعات من +25 إلى +23 في يونيو، وهو كان الأعلى منذ أغسطس (آب) 2018.
وتوقع عدد من الاقتصاديين الذين استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم هبوطاً إلى +21.
وقال الاتحاد إن نمو الطلبيات كان الأسرع منذ ديسمبر (كانون الأول) 2010، ومن المتوقع أن تتحسن وتيرة المبيعات مرة أخرى في أغسطس.
وقال الاقتصادي لدى الاتحاد بن جونز، إن "طلب المستهلكين يدعم التعافي الاقتصادي في بريطانيا، وإن كانت متاجر الملابس والأحذية على وجه الخصوص لم تشهد عودة الطلب بعد".
توقف الاتجاه الصعودي للدولار
وفي العملات، توقفت مسيرة الدولار صوب أعلى مستوى خلال ثلاثة أشهر ونصف الشهر، في ظل ضعف الإقبال على المخاطرة، بينما عانى الدولار الأسترالي بفعل توسع في تشديد الإجراءات التنظيمية في الصين.
وسجل مؤشر الدولار 92.73، مقترباً من أعلى مستوى منذ أوائل أبريل (نيسان) 93.19 الذي سجله في 21 يوليو (تموز).
وارتفع الدولار أكثر من أربعة في المئة من أدنى مستويات 2021 عند أقل من 90 وهو المستوى الذي نزل إليه أواخر مايو مع تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية، مما اضطر المستثمرين إلى تقليص المراهنات على الدولار.
وفي التعاملات المبكرة في أوروبا، الثلاثاء، جرى تداول اليورو عند 1.1780 دولار، قريباً من مستواه المتدني منذ أوائل أبريل عند 1.1752 دولار والمسجل الأسبوع الماضي.
واستقر الدولار الأسترالي عند 0.7382 دولار أميركي، في حين لم يطرأ تغير على الدولار النيوزيلندي وسجل حوالى 0.7000 دولار أميركي.
وزاد الجنيه الاسترليني عن المتوسط المتحرك لـ 20 يوماً واقترب من ذروة أسبوع عند 1.3827 دولار، إذ يبدو أن البيانات المبكرة تظهر ارتفاعاً في حالات "كوفيد-19" في بريطانيا بعد إلغاء كثير من القيود الأسبوع الماضي.
الذهب يتراجع
وتراجع الذهب، الثلاثاء، مع ارتفاع الدولار، بينما ينصب اهتمام المستثمرين على اجتماع مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي لاستقاء الأدلة على موعد بدء البنك المركزي تقليص سياسات التيسير النقدي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان السعر الفوري للذهب منخفضاً 0.1 في المئة إلى 1794.68 دولار للأوقية (الأونصة)، وهبطت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.3 في المئة لتسجل 1793.60 دولار.
وقالت المحللة في "ديلي إف. إكس" مارغريت يانج، "لعل السوق استهانت بالأثر السلبي للسلالة دلتا في الانتعاش الاقتصادي، والذي يعطي البنوك المركزية مبرراً لتأجيل الحد من التيسير".
وأضافت أن أسعار الذهب ستجد مجالاً أكبر للارتفاع على المدى المتوسط إذا واصلت البنوك المركزية سياسات التيسير النقدي.
في غضون ذلك، ارتفع الدولار 0.1 في المئة، وهو ما يزيد كلفة الذهب على حملة العملات الأخرى.
أسهم اليابان تغلق دون مستوى 28 ألف نقطة
وفي طوكيو، ارتفعت الأسهم اليابانية مقتدية بمكاسب السوق الأميركية مع احتفاء المستثمرين بنتائج الشركات، لكن مؤشر "نيكي" لم ينجح في الإغلاق فوق مستوى 28 ألف نقطة المهم نفسياً، للجلسة الثانية على التوالي.
ومثلما حدث الإثنين، ارتفع المؤشر القياسي لوقت وجيز فوق ذلك المستوى، ثم قلص مكاسبه قبل الإغلاق وسط حال من الحذر قبل اجتماع مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي هذا الأسبوع، وإعلان نتائج مزيد من الشركات في الولايات المتحدة واليابان.
وأغلق "نيكي" مرتفعاً 0.49 في المئة عند 27970.22 نقطة، ولم يتجاوز المؤشر مستوى 28 ألفاً عند الإقفال منذ 16 يوليو.
وصعد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.64 في المئة إلى 1938.04 نقطة.
وفي سوق الأسهم الأميركية، أغلقت المؤشرات الثلاثة "ستاندرد أند بورز 500" و"داو جونز" و"ناسداك" على مستويات قياسية الليلة قبل الماضية، وتفوقت أسهم الشركات المرتبطة بالتعافي الاقتصادي.
وعلى مستوى القطاعات في طوكيو، حققت أسهم شركات الطيران أكبر المكاسب بزيادة بلغت 3.29 في المئة، تليها المعادن غير الحديدية التي ارتفع مؤشرها 2.09 في المئة، ثم الحديد والصلب بزيادة 1.74 في المئة.