يخيم الحذر على الأسواق الدولية في ظل هبوط الأسهم في آسيا وتزايد حالات الإصابة بكورونا، في وقت يترقب المستثمرون نتائج اجتماع مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي الأسبوع الحالي.
وانخفضت الأسهم الأوروبية عن أعلى مستوياتها على الإطلاق بعدما هوت مخاوف حيال قواعد تنظيمية بأسواق الأسهم في آسيا، بينما تراجعت أسهم شركات صناعة السيارات عقب أداء قوي في الأسبوع الماضي.
ونزل مؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية 0.4 في المئة وقادت أسهم صناعة السيارات الخسائر.
وهبط سهم "بورشه" 4.5 في المئة، إذ جرى تداول الأسهم من دون حق في التوزيعات، بينما نزل سهم شركة فوريسيا الفرنسية لصناعة مكونات السيارات 1.1 في المئة، على الرغم من رفع صافي التدفقات النقدية المستهدفة لعام 2021.
وهوى سهم شركة "بروسوس" الهولندية للاستثمار في التكنولوجيا التي تملك حصة 28.9 في المئة في عملاق الإنترنت الصيني "تنسنت" 6.9 في المئة لأقل مستوى خلال عام، بعد تشديد بكين إجراءات تنظيمية بحق "تنسنت".
ارتفاع الدولار والين
بدأ الين، الملاذ الآمن، والدولار الأميركي الأسبوع على صعود في مقابل عملات تنطوي على مخاطرة أكبر مثل الدولار الأسترالي، إذ قاد ارتفاع إصابات "كوفيد-19" وهبوط الأسهم في آسيا إلى حالة من الحذر قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع الحالي .
وارتفع الين نحو0.5 في المئة إلى 81.08 مقابل الدولار الأسترالي، بينما كسبت العملة الأميركية 0.2 في المئة إلى 0.7351 دولار أميركي في مقابل نظيرتها الأسترالية مقتربة من ذروة ثمانية أسابيع تقريباً التي بلغتها في الأسبوع الماضي عند 0.72895 دولار أميركي. وفي مقابل الدولار أضافت العملة اليابانية 0.2 في المئة إلى 110.32 ين بفضل تراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع اليورو 0.1 في المئة إلى 1.17795 دولار ليستقر عقب هبوطه الأسبوع الماضي لأقل مستوى منذ أوائل أبريل (نيسان) عند 1.1752 دولار أميركي. وهبط قليلاً مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسة إلى92.833 نتيجة ضغط اليورو والين، ولكنه يظل قريباً من ذروة ثلاثة أشهر ونصف الشهر التي سجلها الأسبوع الماضي عند 93.194.
وكسب المؤشر نحو أربعة في المئة من مستواه المتدني الأخير في 25 مايو (أيار) إذ عزز تحسن الاقتصاد الأميركي التوقعات ببدء مجلس الاحتياط تقليص مشتريات الأصول مبكراً في العام الحالي.
وتلقت العملات المشفرة الدعم اليوم، بعد أن نقلت صحيفة "سيتي إيه إم" في لندن عن مصدر داخلي لم تذكر اسمه، أن "أمازون" تدرس قبول مدفوعات بـ "بيتكوين" بحلول نهاية العام. وجاء التقرير عقب تغريدة قال فيها رئيس "تويتر" جاك دورسي، يوم الجمعة، إن العملة الرقمية "جزء كبير من مستقبل شركة التواصل الاجتماعي".
الذهب يصعد بدعم من انخفاض العوائد
وصعدت أسعار الذهب مدعومة بتراجع عوائد السندات الأميركية ومخاوف حيال ارتفاع الإصابات بالسلالة المحورة "دلتا"، بينما يتطلع المستثمرون لاجتماع لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي الذي يُعقد هذا الأسبوع.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1806.80 دولار للأوقية (الأونصة)، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 1806.70 دولار.
وقال الشريك الإداري لدى "إس بي آي" لإدارة الأصول ستيفن إينس، "ما من ضمان بأننا تخلصنا من كوفيد-19، وسيستمر هذا في إبقاء الطلب على الملاذ الآمن الذي يدعم الذهب ببساطة، لأن ذلك قد يبقي البنوك المركزية على جانب الميل إلى التيسير النقدي".
وأشار إلى "أنه من المستبعد أن يكون المستثمرون مراكز كبيرة في الذهب ما لم يتفاقم وضع كوفيد-19 كثيراً".
واستمر ارتفاع الإصابات بـ "كوفيد-19" مطلع الأسبوع، فيما تكافح عدد من الدول في آسيا وأوروبا للسيطرة على تفشي سلالة "دلتا" المتحورة الأشد عدوى. وتراجعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات، مما يقلص كلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.
وفي غضون ذلك، هبطت الأسهم الآسيوية إلى أدنى مستوياتها منذ بداية العام الحالي، إذ أدت المخاوف حيال تشديد القواعد التنظيمية إلى تراجع الأسهم الصينية، مما دفع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.
ويتابع المستثمرون اجتماع البنك المركزي الأميركي يومي الثلاثاء والأربعاء، بينما من غير المتوقع حدوث تغيير في السياسة، فإن المستثمرين سيبحثون عن مؤشرات إلى الموعد المحتمل لبدء البنك في تخفيف سياساته النقدية الميسّرة، وتماسك مؤشر الدولار قرب ذروته في ثلاثة أشهر ونصف الشهر التي بلغها الأسبوع الماضي، مما يقلص جاذبية الذهب.