فضل الشاب الأردني حسام عباس أخذ زمام المبادرة وعدم انتظار الجهات المسؤولة للقيام بواجبها، فقام وبجهد شخصي بإصلاح حفر وعيوب العديد من الشوارع في مدينة الزرقاء على نفقته الشخصية، داعياً الجميع إلى أن يحذو حذوه. ورغم الكلفة المالية التي تصل إلى 20 دولاراً لكل عملية إصلاح، فإن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في عمله وتوثيق ذلك لتشجيع الأردنيين على المبادرة بإصلاح البنية التحتية في مناطقهم.
مرمم الشوارع
يطلق أهالي مدينة الزرقاء على حسام اسم "مرمم الشوارع"، بعد ما أخذ على عاتقه إصلاح الحفر العديدة في شوارع المدينة منذ ستة أشهر عبر مواد بسيطة، الأمر الذي دفع بعض المتطوعين وأصحاب محال مواد البناء لمساعدته ودعمه.
وقوبلت مبادرة حسام التي وثقها عبر مقاطع مصورة على حسابه في تطبيق "تيك توك" الذي يتابعه أكثر من 77 ألف شخص، بردود فعل إيجابية رافقها انتقاد لإهمال السلطات المسؤولة البنى التحتية والخدمات العامة أو القيام بدورها، ومطالبات بتعميم الفكرة على باقي المدن الأردنية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بينما علق البعض بسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مطالب بتعيين حسام وزيراً للأشغال العامة، وبين من يرون أنه أحرج الحكومة، ومبادرته هذه قد تتسبب بالنقمة عليه بدلاً من تكريمه. بينما يقول حسام، "إن دافعه الأساس لهذه المبادرة هو تعرضه بشكل يومي لأضرار بسبب حفر قديمة ومنذ سنوات في الشوارع، ما شجع بعض المواطنين لمساعدته في تطبيق المبادرة".
شوارع متهالكة
وتعاني أغلب الطرق في الأردن قلة الصيانة الدورية لها، وكثرة الحفر والمطبات، الأمر الذي يلحق الضرر بمركبات المواطنين ويكلفهم أعباء مالية إضافية. ورغم إتاحة أمانة العاصمة عمان عبر موقعها الإلكتروني خدمة التبليغ عن وجود حفر أو شوارع بحاجة إلى صيانة، إلا أن التجاوب عادة يكون ضعيفاً. ويكتسب الطريق الصحراوي الذي يصل عمان بجنوب المملكة سمعة سيئة، بسبب كثرة حوادث السير المميتة التي شهدها منذ سنوات وبلغت أكثر من 1000 حادث سير، وعلى امتداد 217 كلم من الطريق الصحراوي، تكثر الحفر القاتلة التي أودت بحياة نحو 85 شخصاً خلال العامين الماضيين، ويمتلك الأردن أكثر من 7999 كلم من الطرق السريعة المعبدة أغلبها في العاصمة عمان.
يذكر أن أغلب الأردنيين يعتمدون في تنقلهم على السيارات الخاصة، وتحظى العاصمة بحصة الأسد منها، وبواقع 80 في المئة. وفقاً لإدارة ترخيص المركبات في البلاد، "فإن عدد المركبات المرخصة تضاعف أربع مرات منذ عام 2003 ليزيد عددها على مليوني مركبة". ولا تقتصر معاناة الأردنيين من رداءة الشوارع العامة، ففي كل شتاء تغرق الكثير منها بمياه الأمطار بسبب ارتفاع منسوبها كما حدث في 2020.