أعلن نادي برشلونة الإسباني، مساء أمس، عن كتابة السطر الأخير في قصة الشراكة مع نجمه الأرجنتيني وهدّافه التاريخي ليونيل ميسي، الذي رحل نهائياً عن العملاق الكتالوني، نظراً إلى عدم توصل الطرفين إلى اتفاق بشأن توقيع عقد جديد، بعدما انتهى العقد السابق للاعب البالغ من العمر 34 عاماً بنهاية يونيو (حزيران) الماضي.
ورغم صدمة مفاجأة رحيل ميسي عن نادي عُمره، الذي انضم إليه عام 2000 قادماً من الأرجنتين، وكان عمره لا يتجاوز 13 سنة، فإن هذا الانفصال التاريخي كانت له مُقدمات استمرت لفترة طويلة.
وعانى ميسي خلال السنوات الأخيرة حالة الفوضى التي ضربت أركان وجنبات برشلونة خلال فترة حُكم الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو، وأثرت في الفريق، إضافة إلى فشل النادي في إعادة بناء نفسه للمنافسة مجدداً على البطولات، مع أزمات أخرى لميسي مع النظام الضريبي الإسباني.
ويُمكن العودة إلى يوم الجمعة 14 أغسطس (آب) 2020، كبداية لفترة العد التنازلي في قصة خروج ميسي من كتالونيا، حين تعرض برشلونة لهزيمة ضخمة ومُذلة بنتيجة 8-2 أمام بايرن ميونيخ الألماني، وودع بطولة دوري أبطال أوروبا من الدور رُبع النهائي.
وكانت هذه المباراة التاريخية بمثابة دليل دامغ على انهيار مشروع برشلونة الكروي، الذي مر بفترة ذهبية بين 2009 و2015 حصد خلالها الألقاب محلياً وقارياً وعالمياً وهيمن على خصومه لسنوات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفجرت الصحف ووسائل الإعلام الإسبانية، يوم الأربعاء 26 أغسطس 2020، مفاجأة مدوية، بإعلان تفاصيل إبلاغ ميسي إدارة برشلونة برغبته في الرحيل عن طريق خدمة "بروفاكس"، وهي خدمة تستخدم في إسبانيا لإرسال المستندات بشكل عاجل، لكن النادي رفض طلب اللاعب واضطر الرئيس بارتوميو وكامل مجلس إدارته إلى الرحيل لإقناع ميسي بالبقاء.
وفي يوم الاثنين 8 مارس (آذار) عاد خوان لابورتا الرئيس الأسبق لبرشلونة في فترة العصر الذهبي، لاعتلاء كرسي رئاسة برشلونة مرة أخرى، وهو الشخص المدعوم من ميسي بشكل شبه كامل، وكان ذلك مؤشراً على اقتراب الأخير من التراجع عن فكرة الرحيل عن النادي.
ومنذ ذلك الحين، استمر لابورتا في كل مناسبة في تأكيد رغبة النادي في استمرار ميسي، مع بناء مشروع جديد من حوله، لاستعادة الفريق قوته وقدرته على التتويج بالبطولات الكبرى، إلا أن العقبات الاقتصادية والهيكلية في برشلونة حالت دون الوصول إلى اتفاق مُرضٍ للطرفين.
وعقب طرح اسم ميسي في سوق الانتقالات للمرة الأولى في تاريخه، بات بعض الأندية الكبرى في حالة تأهب كامل لضم المُلقب بـ"البرغوث"، وعلى رأسها باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يضم عدداً كبيراً من أصدقاء ميسي يقودهم مدير فني أرجنتيني هو ماوريسيو بوتشيتينو، وهو نادٍ يمتلك قدرات مالية هائلة وقادر على تلبية مطالب ميسي المالية.
ومن بين الوجهات الأخرى الأقرب إلى ضم ميسي، نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، الذي يتمتع هو الآخر بقدرات مالية ضخمة، ومشروع رياضي مستقر ومتطور ساعده في الهيمنة على الكرة الإنجليزية خلال السنوات الأخيرة، والإغراء الأكبر، وجود المدير الفني الإسباني بيب غوارديولا، صاحب العلاقة الوثيقة بميسي منذ الفترة الذهبية في برشلونة.
وفي الخلفية تظهر أسماء أخرى أقل حضوراً مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد الإنجليزيين، ويوفنتوس الإيطالي الذي يضم بين صفوفه البرتغالي كريستيانو رونالدو المنافس الوحيد لميسي على عرش الكرة العالمية خلال العقد الماضي.
وتأتي خطوة رحيل ميسي عن برشلونة لتسدل الستار على مسيرة تاريخية بدأت حين انضم إلى صفوف فرق الناشئين في نادي برشلونة عبر مدرسة "لا ماسيا" للموهوبين، عام 2000 بعد أن اكتشفته أعين البارسا الخبيرة في اكتشاف المواهب في الأرجنتين، وخلال السنوات التالية بات اسم ميسي أيقونة تاريخية في النادي الكتالوني، إذ كسر كل الأرقام القياسية للاعبين السابقين في النادي والدوري الإسباني والبطولات المحلية الأخرى.
وقاد ميسي البلوغرانا لتحقيق كل الألقاب المُمكنة في عالم كرة القدم، وضمن لنفسه لقب الهداف التاريخي، وحصد ست كرات ذهبية لأفضل لاعب بالعالم في رقم قياسي لم يصل إليه غيره.