أفلحت جهود فرق الطوارئ السورية من الإطفاء والدفاع المدني في السيطرة على سلسلة حرائق وسط البلاد وغربها، كان أشدها ضراوة اشتعالها ضمن غابات متاخمة لقرى في ريف حماة الغربي، حيث قضت على مدار اليومين الماضيين مضاجع القاطنين بعد ما وصل لهيب النيران إلى بيوتهم ودفعت جزءاً من العائلات القاطنة لإخلائها.
نهر النار الجارف
وتوزعت الحرائق في غابات الساحل السوري، حيث انتشرت بحسب مصدر في فوج الإطفاء في اللاذقية على مساحة تقدر بـ50 دونماً أغلبها أراضي حرجية.
وقال رجل إطفاء مشارك بالعمليات، "الإمكانية متوفرة لصد كل حريق ينشب عبر الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة، لكن العشب اليابس في هذا الوقت مع الحرارة المرتفعة جعل الأمر صعباً، ويحتاج إلى وقت إضافي" علاوة على وعورة الطرق الواصلة للغابات خاصة سفوح وأعالي الجبال.
وأفاد أحد القاطنين في قرية ستخرس، في ريف اللاذقية، شمال غربي سوريا، بانتشار الحرائق في قريته التي تشتهر بأشجار الزيتون، وسط شكوك عن كون الحرائق مفتعلة من قبل أشخاص مجهولين، في المقابل يرى متخصصون بأحوال الطقس أن الحرارة المرتفعة، زادت من اشتعال الحرائق ليس بسوريا فقط، بل على المستوى العالمي.
وذكر تجمع الجيولوجيين السوريين عن كون درجات الحرارة المرتفعة فاقمت من أزمة حرائق الغابات عبر شرق البحر الأبيض المتوسط، واشتعلت حرائق غير مسبوقة في عديد من البلدان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب المعلومات الواردة التي حصل عليها التجمع "البحر المتوسط أحد المناطق التي يتوقع تعرضها لموجات جفاف شديدة في المستقبل بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان".
مخاطر الكوارث على مستقبل الغابات
وفي وقت سابق، انتشرت الحرائق في ريفي مدينتي حمص، واللاذقية، حيث شاركت فرق الإطفاء بالعمل على الحد من امتداد حرائق انتشرت على الحدود اللبنانية إثر حريق اندلع في جبال عكار، وشارك الطيران السوري والروسي مع فرق الإطفاء اللبناني في إخماده.
وأعلن قائد الدفاع المدني، اللواء سعيد العوض، عن تمكن الفرق المشاركة من اخماد الحريق بشكل تام والعمل على تبريده وإنشاء خط ناري فاصل على حدود البلاد مع لبنان، وفق تصريحه للوكالة الرسمية "سانا".
على الجانب الآخر، يقرع ناشطون مهتمون بالبيئة وحماية الحياة البرية ناقوس خطر ازدياد رقعة الكوارث والحرائق وفجاعة تأثيرها على التنوع الحيوي والطبيعي، وتهديدها ليس للغطاء النباتي فحسب، بل تناقص حيوانات مهددة بالأصل بالانقراض.
ويلفت المتخصص بحماية الحياة البرية، عرفان حيدر أن الحرائق بلغت أوجها في عامي 2019 - 2020، وهذا العام، ما أثر على الأحراش الصنوبرية وما يجاورها من أشجار الزيتون والأشجار المتقزمة.
وأردف، "لقد أثرت هذه الحرائق بشكل سلبي على الحياة البرية بعد أن تقلصت أماكن اختباء عديد من الحيوانات منها الخنزير وابن آوى، والتي لاذت بعد سلسلة الحرائق التي عمت أرجاء الغابات السورية، باستثناء الحرباء والسلحفاة المهمازية والقنفذ".
وما زال السوريون يتخوفون من تزايد الحرائق في غاباتهم والمساحات الخضراء التي بدأت منذ ثلاث سنوات بالتناقص الشديد مع كل تأثيراتها السلبية على التوازن البيئي، وسط تحذيرات المتخصصين في البيئة والحياة البرية من تراجع وفقدان أصناف من الحيوانات التي تشتهر فيها غابات سوريا الشاسعة.