وجّه "رئيس أساقفة يورك" انتقاداً إلى "النخب الحضرية" في العاصمة البريطانية لندن، للطريقة التي تعامل بها الأفراد الذين يفخرون بأنهم من الإنجليز، حيث تعتبرهم "كارهين للأجانب بشكل رجعي ومتخلف".
ورأى ستيفن كوتريل، ثاني أكبر رجال الدين في "كنيسة إنجلترا" بعد "رئيس أساقفة كانتربري"، أن الوحدة الوطنية قد "تصدّعت"، وأن الشعب الإنجليزي "يتم التعاطي معه بروح من التعالي والفوقية"، وقد ترك خلف الركب من جانب لندن والجنوب الشرقي للبلاد.
ففي مقال له نشرته صحيفة "ديلي تليغراف"، دعا كوتريل إلى إعادة رصّ الصفوف والتركيز على "تعزيز الوحدة الوطنية"، وإلى تعزيز سلطة حكومة إقليمية في البلاد، كي تتمكن من خدمة المجتمعات المحلية بشكل أفضل. وكتب في هذا الإطار يقول إن "الكثير من الإنجليز يشعرون بأن النخب الحضرية (سكان المدن الكبرى الذين لديهم التعليم والمال ومزايا أخرى، وينظر إليهم على أنهم لا يفهمون مشاكل الأشخاص الذين يعيشون في أماكن أخرى) في لندن والجنوب الشرقي، كما الحكومات المفوضة والسلطات الإقليمية متعددة الهوية والمدعومة في اسكتلندا وويلز، جميعها أدارت ظهرها لهم".
وأضاف المسؤول الكنسي، "غالباً ما يتم تجاهل صراخهم النابع من القلب أو لا يتم الاستماع إليه، أو يساء فهمه عمداً، أو يتم التعامل معه على أنه كراهية رجعية ومتخلفة للأجانب".
وفي ما يتعلق بتفويض السلطات الإقليمية إلى الإنجليز، كتب "رئيس أساقفة يورك" في مقاله للصحيفة، "إن ما نحتاج إليه هو رؤية شاملة وواسعة النطاق لمدلول الهوية الإنجليزية وما يمكن أن يعنيه الانتماء إلى المملكة المتحدة".
واعتبر أن هذه العملية "ستساعدنا على إعادة اكتشاف أسس الوحدة الوطنية التي أصبحت الآن أكثر تصدعاً وانقساماً من أي وقت مضى عرفته في حياتي. وقد يكون وجود حكومة إقليمية أكثر تطوراً وصلابة في إنجلترا، الحجر الأساس والمدماك الأول في هذا الاتجاه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الأسقف كوتريل الذي تسلّم القيادة في الكنيسة على أثر أخذ الأسقف جاستن ويلبي ("رئيس أساقفة كانتربري" منذ عام 2013، ورأس الكنيسة المسيحية الأنغليكانية) إجازةً لمدة ثلاثة أشهر، أكد أن (قيام حكومة إقليمية) سيساعد الحكومة المركزية في ويستمنستر ليس فقط على تولي زمام القيادة في القضايا المهمة المتعلقة بالمملكة المتحدة فحسب، بل أيضاً على "تمكين" الأقاليم والمناطق المنقسمة وتعزيز اللحمة في ما بينها.
واقترح أيضاً أن تقوم الفرق الرياضية في إنجلترا بترديد نشيدها الخاص قبل المباريات، عندما تلعب ضد فرق دول أخرى في المملكة المتحدة، قبل أن تقوم بغناء النشيد الوطني البريطاني "حفظ الله الملكة" God Save The Queen.
وأضاف، "عندما تلعب بعد ذلك الفرق التي تمثل مختلف أقاليم المملكة المتحدة وتدخل في مواجهات رياضية ضد بعضها البعض في الملاعب، يمكنها آنذاك القيام بغناء توليفة أناشيدنا الإنجليزية والاسكتلندية والويلزية والإيرلندية الشمالية. ثم يمكنها أن تغني معاً نشيدنا الوطني". ودعا أخيراً إلى تعزيز روح المحبة تجاه الآخر.
© The Independent