أعلنت الحكومة الجزائرية، الثلاثاء 10 أغسطس (آب)، أن الحرائق في منطقة القبائل شمال البلاد "مفتعلة".
وقال رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن إن 42 شخصاً، بينهم 25 عسكرياً، لقوا حتفهم. وكشف بن عبد الرحمن للتلفزيون الرسمي أن الحكومة طلبت المساعدة من المجتمع الدولي وتجري محادثات مع شركاء لاستئجار طائرات لإطفاء الحرائق.
وتصاعدت أعمدة الدخان من حرائق في الغابة الواقعة في منطقة تيزي وزو، الثلاثاء، بينما استخدم السكان فروع الأشجار والمياه في محاولة لإخماد النيران.
وقال شهود لـ"رويترز"، إن عدة منازل احترقت بينما فرت العائلات إلى فنادق وبيوت للشباب، في حين واجهت أطقم الإطفاء صعوبة في الرؤية بسبب الدخان الكثيف.
وقال أحد السكان الفارين من قرية عزازقة مع عائلته إلى أحد الفنادق "عشنا ليلة مرعبة. احترق منزلي تماماً".
وصرّح وزير الداخلية كمال بلجود، الذي ذهب رفقة وفد وزاري إلى تيزي وزو، واحدة من أكثر المدن تعداداً للسكان في منطقة القبائل، "نعلن بأسف مقتل سبعة أشخاص، ستة في منطقة تيزي وزو وواحد في سطيف" شمالاً. وأعلن أنه سيتم فتح تحقيق لمعرفة المسؤولين عن إشعال الحرائق. وتابع في تصريحات للتلفزيون الرسمي "وحدها الأيدي المجرمة يمكن أن تكون مسؤولة عن اندلاع نحو 50 حريقاً في آن واحد في عدة مناطق بالولاية".
وتحاول فرق الحماية المدنية إخماد 31 حريقاً في 14 ولاية شمال البلاد، 10 منها في تيزي وزو، واندلعت أربعة حرائق أخرى في جيجل شرقاً.
وذكرت الحماية المدنية في بيان على "تويتر"، إن "حرائق اندلعت أيضاً في غابات 14 ولاية أخرى أهمها في جيجل والبويرة وسطيف وخنشلة وقالمة وبجاية"، وجميعها في شرق البلاد.
وأكد بلجود أن "اندلاع 50 حريقاً في الوقت نفسه أمر مستحيل، وهذه الحرائق مفتعلة".
وأعلنت الإذاعة الجزائرية العامة، الثلاثاء، توقيف ثلاثة من "مشعلي حرائق" في مدينة المدية (شمال) حيث اندلع حريق أيضاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتسببت الحرائق في مقتل شخصين في "أث يني" كما توفي شخص في إعكورن "رئة" المنطقة، وشخص آخر قرب عزازقة القريبة من "تيزي وزو"، كما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية نقلاً عن محافظ الغابات في ولاية تيزي وزو يوسف ولد محمد.
وقال بلجود في وقت لاحق عبر محطة النهار التلفزيونية، "إن الحرائق تسببت في مقتل شخص خامس في تيزي وزو".
ونشر سكان في تيزي وزو عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للحرائق وهي تقترب من بيوتهم بعدما التهمت مساحات كبيرة من حقول الزيتون المجاورة، وكانت نشرة خاصة للأحوال الجوية حذرت من موجة حر شديد وحرارة تفوق الـ 40 درجة في شمال البلاد حيث اندلعت الحرائق.
وخلال جلسة لمجلس الوزراء في 25 يوليو (تموز)، أمر الرئيس عبدالمجيد تبون بصياغة مشروع قانون يعاقب المسؤولين عن إشعال الحرائق في الغابات، بأحكام تصل إلى 30 عاماً في السجن أو حتى السجن مدى الحياة إذا تسبب الحريق في مقتل أشخاص.
وفي أوائل يوليو قبض على ثلاثة أشخاص يشتبه في ضلوعهم في إشعال حرائق دمرت 1500 هكتار من الغابات في أوراس شمال شرقي الجزائر.
وشهد شرق الجزائر حرائق كبيرة التهمت عشرات الهكتارات خصوصاً في منطقة الأوراس، كما قضت النيران على مساحات كبيرة من غابات الأرز في محمية الشريعة على بعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة.
وتضم الجزائر وهي أكبر دولة أفريقية 4.1 مليون هكتار من الغابات فقط، مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1.76 في المئة، وتشهد البلاد حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران العام 2020 على حوالى 44 ألف هكتار.