حطم عشرات الأتراك الغاضبين سيارات ومحال تجارية يعتقد أنها تعود للاجئين سوريين في أنقرة، بعد معركة في أحد الشوارع أفضت إلى مقتل شاب تركي طعناً، وفق ما أفادت تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية الخميس 12 أغسطس (آب).
واندلع الشغب في وقت متأخر الأربعاء في أعقاب شجار بين سكان أتراك ولاجئين سوريين على الأرجح، تم خلاله طعن تركي حتى الموت، بحسب الإعلام المحلي.
وأظهرت صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الرجال الغاضبين وهم يخترقون طوقاً أمنياً فرضته الشرطة، ومن ثم يحطمون سيارات ومحال تجارية.
وذكر شاهد أن الحشد حطم متاجر السوريين ومنازلهم وقلبوا سيارة وأضرموا فيها النيران خلال الاضطرابات في حي ألتنداغ بأنقرة، وأطلقت الشرطة النار في الهواء عند مرحلة ما في محاولة لوقف العنف.
وقف الاضطرابات
وقال مكتب محافظ أنقرة ليل الأربعاء، إن "التظاهرات والأحداث التي وقعت في حي ألتنداغ انتهت نتيجة سعة صدر مواطنينا والعمل الشاق لقواتنا الأمنية". وأضاف، "شعبنا مطالب بعدم إضفاء صدقية على الأخبار الاستفزازية والتعليقات"، في إشارة إلى الخلاف الذي أدى إلى الاضطرابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت وكالة الأناضول الرسمية بتوقيف "اثنين من الرعايا الأجانب"، وتوجيه تهمة القتل إليهما على خلفية الخلاف الدامي.
ونشر مدير الهلال الأحمر التركي كريم كينيك مقطع فيديو على "تويتر" يظهر إلقاء مقذوفات على المنازل. وقال، "أي من تقاليدنا تنطوي على رشق منازل الناس بالحجارة خلال الليل؟ كثير من اللاجئين تواصلوا معنا وقالوا إنهم يخشون على حياة أطفالهم".
ونشرت صورة لطفل غطت الدماء وجهه بعد أن أصيب بحجر ألقي عليه عبر نافذة، وقال إن الطفل نقل للمستشفى للعلاج. وأضاف، "دعونا نخمد هذا الحريق فهو لن يعود بالنفع على أحد".
معاداة اللاجئين
وجاء هذا التوتر في وقت تظهر استطلاعات الرأي تنامي المشاعر المعادية للاجئين في صفوف العديد من الأتراك.
وتؤوي تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري بموجب اتفاق أبرمته عام 2016 مع الاتحاد الأوروبي لمنع تدفق اللاجئين إلى دوله، ويعمل الطرفان حالياً على تعديل الاتفاق.
وتلقت أنقرة في مقابل إنشائها مخيمات للاجئين في جنوب شرقي البلاد تؤوي حالياً بالمجمل أكثر من 4 ملايين شخص، تمويلاً بمليارات الدولارات.
وأثار حزب المعارضة الرئيس الشهر الماضي جدلاً من خلال تعهده بإعادة اللاجئين السوريين إلى "الوطن" في حال وصوله إلى السلطة خلال الانتخابات العامة المقررة عام 2023.
وكشفت منصة "تيت" التركية، المتخصصة في التحقق من صحة الأخبار والتي تحظى بمتابعة واسعة في تركيا، هذا الأسبوع عن العديد من التعليقات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي في شأن اللاجئين، يتعلق عدد منها بالأفغان.
وتحظى المسألة باهتمام متزايد على وقع المكاسب السريعة التي يحققها متمردو حركة "طالبان" في أفغانستان، ما من شأنه أن يؤدي إلى تدفق المهاجرين بمجرد استكمال عملية انسحاب القوات الأجنبية من البلاد بنهاية أغسطس الحالي.
وتشكل تركياً واحداً من الممرات الرئيسة للمهاجرين الأفغان الباحثين عن مأوى في أوروبا.