عاشت جماهير نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم "ميركاتو" غير مسبوق، تُوج بضم أفضل لاعب في العالم وربما على الإطلاق ليونيل ميسي، هذه الصفقة أتت تتويجاً لسلسلة صفقات كبيرة بدأت بالهولندي جورجينيو فينالدوم، وأشرف حكيمي من إنتر ميلان و جانلويجي دوناروما من أيه سي ميلان، والإسباني سيرجيو راموس من ريال مدريد، وصولاً إلى صفقة الأرجنتيني المدوية.
القوة في سوق الانتقالات التي يبديها النادي الباريسي، تأتي مدفوعة بالمال الذي يتم ضخه من حكومة قطر والمملوكة لإحدى مؤسساتها الرسمية. هذه الحالة سبق أن وصفها رجل الميركاتو الكبير فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد بشكل غير مباشر بأنها تفسد المنافسة.
إذ علق بيريز دون أن يسمي نادي العاصمة الفرنسي، مؤكداً أن المنافسة في سوق الانتقالات الأوروبية لم تعد بين الأندية بل بين أندية وحكومات، وهو ما يظهر جلياً في حالة سان جيرمان الذي لا توضع صفقاته في ميزان الربحية دائماً.
الثروات الحكومية
ما قاله بيريز ليس رأيه وحده، فلدى هانز يواخيم فاتزكه، الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند الألماني رأي مشابه، الذي قال "باريس سان جيرمان لديه موارد اقتصادية أكثر من 85 في المئة من الأندية الأوروبية الأخرى، من الواضح أنها منافسة غير عادلة انتشرت منذ فترة طويلة".
وفي ذات السياق تناول تقرير نشرته صحيفة "ذا نيويورك تايمز" حول الصفقة، قال إن "ثروات الخليج غيرت اقتصاديات كرة القدم الحديثة لدرجة أن بعض أكبر وأغنى الأندية في العالم وأكثرها دعماً لم يعد يستطيع المنافسة على استقطاب اللاعبين اليوم أمام الفرق التي ترعاها الدول".
التقرير الذي سلط الضوء على اقتحام رؤوس أموال خليجية لسوق كرة القدم، ركز على حالة باريس بصفته الأكثر ثراءً وصرفاً للأموال من منافسيه الآخرين، إذ سيدفع ناصر الخليفي للاعب البرشلوني نحو 35 مليون يورو في الموسم (41 مليون دولار) للاعب الذي تجاوز عمره الـ43 عاماً.
النجاح النوعي لهذا النادي في الصفقات سببه بحسب "نيويورك تايمز" التدفقات المالية الحكومية التي تجعله محصناً من الأزمات عكس نظرائه الذين سقطوا في شرك كورونا.
وعلى الرغم من أن مانشستر سيتي وهو ناد مدعوم من الإمارات قد حاول التعاقد مع ميسي، فإنه توقف عند عتبة مالية معينة لا يبدو أن باريس يهتم بها، ليضمه بعد عام من فشل الصفقة مع النادي الإنجليزي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في المقابل، برشلونة ليس نادياً محدود الدخل، وهو الذي كان يدفع لميسي راتباً أعلى مما يتقاضاه في عقده الجديد، لكن الأزمة المالية والديون التي تحدق به مدفوعة بالظروف الاقتصادية التي تتوقع خسائر تصل إلى ما يقرب من 500 مليون يورو (587 مليون دولار) في العام المقبل تجعله يفشل في المنافسة مع ناد لا يأبه بالظروف الاقتصادية.
رغم قواعد اللعب النظيف
أنفقت الإدارة القطرية أكثر من 400 مليون دولار للاستحواذ على مبابي بالإضافة إمتلاكه اللاعب البرازيلي الشهير نيمار، ثم أحاطتهما بمزيد من المواهب باهظة الثمن التي تم إغراؤها واستقطابها من المنافسين في جميع أنحاء أوروبا.
وليس من الواضح حتى الآن كيف سيتعامل باريس مع قواعد اللعب النظيف وأنظمة مراقبة التكاليف لكرة القدم الأوروبية. بخاصة أن رئيسه، ناصر الخليفي، يشغل منصب عضو مجلس إدارة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ويشغل منصب رئيس اتحاد الأندية الأوروبية المؤثرة، وهي الهيئة الجامعة لأكثر من 200 فريق من الدرجة الأولى في جميع أنحاء أوروبا، بحسب الصحيفة.
وعلى عكس برشلونة ، فإن نادي ميسي الجديد، لا يزال يحاول كتابة تاريخه، لكن يقوم بذلك عن طريق إنفاق الكثير من المال.
وأضافت "نيويورك تايمز" حول ذلك، "يعد توقيع ميسي بمثابة ثورة في الوقت المناسب لأسباب تمتد إلى ما بعد الـ"بي أس جي"، إذ ستستضيف البلاد نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم في أواخر العام المقبل، وسيشكل لعب ميسي وارتداء ألوان نادي كرة القدم الغني بالنفط جزءاً من الترويج لما سيكون أكبر حدث رياضي على الإطلاق يتم تنظيمه في الدولة الصغيرة".