أعلنت مراسلة شبكة "بي بي سي" التي قررت موسكو طردها السبت 14 أغسطس (آب) أنها أُبلغت بعدم السماح لها مطلقاً بالعودة إلى روسيا، معتبرة ذلك "علامة واضحة" على تدهور حرية الصحافة في البلاد.
ذكرت محطة "روسيا 24" التلفزيونية مساء الخميس أن تأشيرة دخول الصحافية البريطانية تنتهي صلاحيتها في 31 أغسطس، وأنها لن تُجَدد في تدبير اعتُبر رداً على الضغوط البريطانية المزعومة على وسائل الإعلام الروسية في المملكة المتحدة.
طرد الصحافيين
وقالت ساره رينسفورد لشبكة "بي بي سي" إن المسألة "لا تتعلق في عدم تجديد تأشيرتي، على الرغم من أن الأمر يبدو كذلك من الناحية الفنية، إنني مبعدة وأُبلغت أنني لن أتمكن مطلقاً من العودة".
وأعربت عن "بالغ حزنها" لمغادرتها بشكل مفاجئ بلداً قضت فيه ما يقرب من ثلث حياتها وتتحدث لغته.
من جهتها، ربطت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قرار موسكو "بالإهانات التي تعرض لها المراسلون الروس في بريطانيا بالنسبة الى إصدار التأشيرات".
وأوضحت رينسفورد أنها أحيطت علماً بأن السبب وراء ذلك يعود لعدم تمديد تأشيرة صحافي قبل عامين، علاوة على العقوبات البريطانية ضد الروس بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الشيشان أو بسبب الفساد.
ولطالما انتقدت السلطات الروسية علناً تغطية وسائل الإعلام الغربية للأحداث في روسيا، معتبرة أن المقالات والتحقيقات معادية لروسيا، لكن طرد الصحافيين ظل أمراً نادراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نقطة تحول جديدة
وقالت "أخبرت الشخص الذي زودني بالمعلومات أنني لست عدوة، وأنني أبذل قصارى جهدي لفهم البلد".
وأضافت "تقومون بطرد شخص يتحدث مباشرة إلى الروس ويحاول توضيح (صورة) روسيا... لكن الحقيقة هي أنهم لا يريدون أشخاصاً مثل هؤلاء هنا".
وأشارت إلى أن الصحافيين الأجانب ما زالوا حتى الآن "محميين" من القمع المتزايد في روسيا ضد الصحافة المستقلة.
وأوضحت "أنها علامة واضحة على أن الأمور تغيرت... لكنها أيضاً نقطة تحول جديدة في العلاقة بين روسيا والعالم الخارجي".
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية مساء الجمعة "طرد" مراسلتها مستنكرة "الهجوم المباشر على حرية الصحافة"، وطالبت موسكو بالتراجع عن قرارها.
والعلاقات بين لندن وموسكو متوترة في شكل خاص منذ سنوات. فقد اتهم البريطانيون موسكو بتسميم معارضين روس لفلاديمير بوتين لجأوا إلى المملكة المتحدة.