من المتوقع أن تتسبب ظاهرة الإعصار المضاد الذي أُطلق عليها اسم "لوسيفر" (الشيطان) والتي تجتاح أوروبا في ارتفاع إضافي في درجات الحرارة القياسية وبمزيد من حرائق الغابات.
وكافحت البلدان في جنوبي القارة ألسنة النيران المستعرة منذ أسابيع حتى اليوم، وتشير توقعات إلى تمدد الظروف المناخية الأشبه بالجحيم إلى أبعد من تركيا وإيطاليا واليونان لتطال إسبانيا والبرتغال وفرنسا.
وتسببت ظاهرة تُعرف بالإعصار المضاد أو العكسي (anticyclone) في الطقس الحار والجاف مما أدى إلى "قبة حرارية" (heat dome) ومصدرها في هذه الحالة شمال أفريقيا.
وتتشكل القبة الحرارية في منطقة تشهد ضغطاً جوياً مرتفعاً يهبط خلالها الهواء بدل الارتفاع وينضغط أثناء نزوله.
وبسبب هذه الظاهرة، لا تتشكل الغيوم ويُحبس الهواء الساخن ضمن "القبة" مما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ وحاد في درجات الحرارة في المنطقة.
وفي هذا السياق، تقول مصلحة الأرصاد الجوية البريطانية، إن ظاهرة الإعصار المضاد ليست أمراً غير اعتيادي في هذه الفترة من العام على خلاف ارتفاع درجات الحرارة التي نجمت عن عدد من العوامل.
وفي سياق متصل، أشار عالم الأرصاد الجوية كريس ألموند إلى أنه "في ظل التغير المناخي، نتوقع ونشهد بالفعل المزيد من الظواهر المناخية المتواترة والحادة وسنشهد هذا المنحى كذلك في المستقبل".
وأدت موجة "لوسيفر" الحارة إلى تسجيل ما يعتقد أنه أكثر الأيام قيظاً في أوروبا إذ بلغت درجة الحرارة فيه 48.8 درجات سُجلت في جزيرة صقلية الإيطالية في 11 أغسطس (آب) الجاري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحذرت مصلحة الأرصاد الجوية من أن تسجيل درجات حرارة أعلى تتخطى الخمسين درجة مئوية ليس أمراً مستبعداً في ظل الاحتباس الحراري.
وقام البروفيسور بيتر ستوت، رئيس مراقبة المناخ لدى هيئة الأرصاد البريطانية بدراسة موجات الحر الأوروبية على مدى ما يناهز عقدين من الزمن ويقول إنه من الواضح أن التغير المناخي جعل حرائق الغابات الحالية أكثر حدة وضراوة.
وأضاف البروفيسور ستوت قائلاً: "أصبح احتمال أن نشهد تسجيل درجات حرارة قصوى في كل فصل صيف مرجحاً الآن أكثر من أي وقت مضى. ليس بوسعنا القول متى سيحصل ذلك ولكن على أوروبا أن تستعد لاحتمال كسر مزيد من الأرقام القياسية في درجات الحرارة مع احتمال تسجيل حرارة تتخطى الخمسين درجة مئوية في أوروبا في المستقبل".
ومن المتوقع أن ينتقل الطقس الحار والجاف الذي يشهده جنوب أوروبا إلى شبه جزيرة إيبيريا في الأيام القليلة المقبلة وسط تحذير ألموند من أنه من غير المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة قبل حلول الأسبوع المقبل.
وأضاف قائلاً: "احتمال حدوث آثار ضارة على صحة الإنسان كبير حالياً، على وجه التحديد في أوساط الذين يتعرضون للحرارة الشديدة لفترات طويلة، أو أولئك الذين يشكلون جزءاً من مجموعات السكان الأكثر هشاشة كالمسنين مثلاً. ويترافق هذا مع نوعية هواء رديئة في بعض الأماكن بسبب استمرار حرائق الغابات والدخان المتصاعد منها".
© The Independent