شهدت منطقة عكار في شمال لبنان، الثلاثاء، انقطاعاً في الاتصالات والإنترنت والكهرباء، جراء فقدان مادة المازوت بعد يومين من انفجار خزان وقود أودى بحياة نحو 30 شخصاً فيها، على وقع أزمة محروقات حادة تشهدها البلاد.
تعد منطقة عكار الأكثر فقراً في لبنان، وطالما اشتكى أهلها من إهمال مؤسسات الدولة كافة وغياب الخدمات عنها. وفاقم الوضع المعيشي سوءاً في المنطقة الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ عامين، وصنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.
وتراجعت تدريجاً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها إلى التقنين أيضاً.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام، الثلاثاء، أن فقدان مادة المازوت أدى إلى "انقطاع شبه تام للاتصالات الهاتفية الأرضية والخليوية في عديد من المناطق العكارية، ومعها خدمة شبكات الإنترنت، التي أحدثت إرباكاً كبيراً لدى كل القطاعات المصرفية والمالية والإنتاجية، والمؤسسات العامة والخاصة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وناشدت مستشفيات في عكار ضرورة تزويدها بالمازوت. وقال مدير مستشفى رحال في حلبا رياض رحال لوكالة الصحافة الفرنسية، "لدينا 700 لتر تكفينا ليوم غد فقط".
وأضاف "منذ الصباح أجريت اتصالات لتأمين المازوت، وتواصلت مع منشآت الوقود (في الشمال) لكنهم أبلغوني أنهم يريدون تأمين المازوت لسنترالات الاتصالات".
وأوضحت نتالي الشعار، مساعدة الإدارة العامة في مستشفى اليوسف، "منذ أمس بدأت تنقطع الاتصالات الأرضية، فيما نسعى إلى تأمين المازوت، ولا يكفينا ما لدينا سوى ليوم واحد فقط".
وأشارت إلى أن الشركة التي تزود المستشفى تماطل خشية من أن يصادر مواطنون غاضبون الصهاريج قبل وصولها، بعدما تكررت حوادث مماثلة في الفترة الماضية.
وأوضح مدير عام هيئة أوجيرو للاتصالات عماد كريدية "توقفت سنترالات عدة في منطقة عكار عن العمل، بينها سنترالات حلبا والقبيات، لعدم توفر المازوت.. فتوقفت خطوط الاتصالات الأرضية والإنترنت".
وأضاف "إذا استمرت أزمة المحروقات كما هي، فإن ما يحصل في عكار سيتوسع إلى مناطق أخرى".
وقُتل فجر الأحد في عكار 28 شخصاً في الأقل، وأصيب نحو ثمانين بجروح أثناء تجمعهم للحصول على قليل من البنزين من خزان صادره الجيش، في إطار حملة أطلقها لمصادرة البضائع المخزنة وتوزيعها على المواطنين الذين يخشون ارتفاعاً هائلاً في الأسعار بعد قرار للمصرف المركزي الأسبوع الماضي برفع الدعم عن المحروقات.
وفاقم الانفجار الضغط على المستشفيات المرهقة التي حذرت مراراً من نقص المازوت والشح في الأدوية والمستلزمات الطبية. وعلى الرغم من ذلك، قال رحال "لم يصلنا أي دعم من الدولة".