في أبريل (نيسان) الماضي، أوقفت روسيا الإمدادات عبر خط أنابيب "دروزبا" لعدة دول أوروبية بسبب مشكلة التلوث، حيث تم تقليص الإنتاج الروسي بسبب الصادرات المقيدة عبر خط أنابيب "دروزبا"، إذ واكب هذا ارتفاع في أسعار النفط وصل إلى أربعة وعشرين سنتاً، أما القراءة فقد استقرت عند 62.02 دولاراً، مع تجاهل السوق قفزة مخزونات الخام الأميركية.
لم تتوقف مؤشرات السوق عند هذا الحد، فقد سجلت العقود الآجلة للنفط الأربعاء ارتفاعا ملحوظاً، حيث طغت المخاوف من تأثير التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط على الإمدادات العالمية، وهذا أدى بدوره إلى ارتفاع غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية.
وفي تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أكد نورمان كامي، أستاذ الاقتصاد في جامعة نيوهامشير الأميركية، على "ضرورة حصر الخلاف السياسي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران في مسار بعيد عن شحن الأجواء في الشرق الأوسط، خشية أن يلقي الأمر بظلال ثقيلة على أداء السعودية في التصدير"، وقد عزا هذا كله إلى القراءة الآنية لسوق النفط عند الإغلاق.
وفي سياق ذي صلة، قال كامي "ارتفعت مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي بمقدار 5.4 مليون برميل، وفقاً لتقارير إدارة معلومات الطاقة، والسوق النفطية العالمية لا تحتاج إلى مزيد من التعقيدات".
وعن وضع السوق الصينية في خضم ما يحدث في مفاصل الاقتصاد العالمي، أكد كامي أن "تباطؤ الناتج الصناعي الصيني بأكثر من المتوقع في شهر أبريل (نيسان) الماضي يعزز الآراء التي تفيد بأنه سيتعين على بكين طرح المزيد من إجراءات التحفيز مع اشتداد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وهذا بدوره يضاف إلى التشنج الحاصل في الاقتصاد شرقاً وغرباً".
إلى جانب ذلك، أشار كامي إلى التقارير التي ذكرت أن طائرات بلا طيار اعترفت جماعة الحوثي بتسييرها قد ضربت اثنين من خطوط ضخ النفط التابعة للسعودية بعد يومين فقط من تخريب ناقلات النفط بالقرب من الإمارات.
وفي ضوء ما تقدم، فقد بدا التأثير واضحاً في تصريحات وكالة الطاقة الدولية، والتي أشارت إلى الاعتداءات الأخيرة، معرّجة إلى مدى جودة النفط الروسي المليئ بالترسبات الصخرية، والذي يؤثر على 250 ألف برميل يومياً في العملية التكريرية للمصفاة الأوروبية، والذي لن يسدّ بأي حال من الأحوال حاجة السوق العالمية من النفط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى صعيد متصل، شدد المحلل الاقتصادي على أن مشكلة التلوث ستؤثر على إمدادات أنابيب النفط الروسية إلى مصفاة التكرير الأوروبية، والتي تصل إلى نحو 250 ألف برميل يومياً في الربع الثاني، أي أقل من 2% من الطلب على المنتجات النفطية المكررة في أوروبا، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
أما في الولايات المتحدة الأميركية فقد استقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي على ارتفاع 24 سنتاً إلى 62.02 دولاراً للبرميل، مع ارتفاع بالعقود الآجلة لخام برنت بنسبة 53 سنتاً قافزاً إلى 71.77 دولار للبرميل.
وفي ضوء الجلبة الاقتصادية الحالية في أسواق النفط، قالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ سبتمبر (أيلول) 2017، في حين انخفضت مخزونات البنزين إلى أكثر من المتوقع لها في الدراسات التخمينية. كما ارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 5.4 مليون برميل، مما أثار دهشة المحللين الذين توقعوا انخفاضاً قدره 800 ألف برميل.
من جانبه، أكد جوش غرافز، كبير محللي السلع الأولية في RJO Futures في شيكاغو "قد يكون هناك صراع خطير جداً مع إيران إذا ما أقدموا على فعل شيء غير محسوب للقوات الأميركية في المنطقة، وهذا من شأنه أن يرفع أسعار النفط في السوق العالمية"، مضيفاً أن "تجار النفط في العالم ينظرون إلى هذا بترقب لا يبتعد في تكهناته عن أسوأ الاحتمالات".
وفي بيان لشركة "أويل أسوشييتس" في هيوستن، عبّر رئيس الشركة أندرو ليبو قائلاً "على الرغم من أن مخزونات النفط الخام بنت سُلماً أعلى مما كان متوقعاً لها في السوق بسبب ارتفاع نسبة الواردات، لكن الأسعار بقيت مدعومة بسبب الحسابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط".
وفي سياق متصل، أوضح دان مولينسكي، المحلل الاقتصادي الأميركي أن "ارتفاع أسعار النفط قد يعوق الصراع السياسي وهذا ما دلت عليه أسعار الأسهم في وول ستريت، والتي أفضت إلى بيانات تراجعية رغم وصول المخزون الأميركي إلى مستوى غير متوقع منذ زهاء عشرين شهرا ماضية".
أما مؤشر النفط العالمي، وبحسب مراقبين، فقد انتهى عند أعلى مستوياته منذ أسبوعين، ولا سيما بعدما خيّمت التوترات في الشرق الأوسط على زيادة حجم الإمدادات الأميركية من النفط.