تعرضت مدينة لندن المالية لضربة قوية، أمس، عندما أعلنت واحدة من كبرى الشركات المدرجة في مؤشر "فوتسي 100" عن خطط لترك المؤشر، وتحويل إدراجها الأساسي إلى سيدني الأسترالية.
وقالت شركة "بي أتش بي"، التي تقوم بتعدين الموارد بما في ذلك خام الحديد والنحاس والنيكل والفحم المعدني، إنها ستتخلى عن هيكلها المزدوج للشركة، وتشكل قوائم منفصلة في سيدني ولندن.
وسيؤدي التوحيد في البورصة الأسترالية إلى انسحابها من مؤشر "فوتسي 100" (يضم 100 شركة مدرجة في بورصة لندن ذات القيمة السوقية الأعلى)، إذا جرت الموافقة على الخطة من قبل المساهمين، مما يجبر صناديق تعقب المؤشرات على بيع أسهمهم.
إعلان الشركة الأسترالية، الذي أوردته صحيفة "ذا صنداي تايمز"، شكل إحباطاً بين مديري الصناديق، الذين استفادوا من مدفوعات أرباح كبيرة من "بي أتش بي" وزيادة بنسبة 280 في المئة في سعر سهمها منذ بداية عام 2016.
تراجع جاذبية بريطانيا كوجهة لإدراج الشركات
كما أثار تحرك الشركة الأسترالية مخاوف بشأن تقلص جاذبية المملكة المتحدة كوجهة لإدراج الشركات. وقال نيك ستانسبيري، رئيس "كلايميت تشينج" المناخية في "ليجال آند جنرال إنفستمنت مانجمنت" لإدارة الاستثمارات، أحد المساهمين العشرة الأوائل في المؤشر "إعلان اليوم مهم للغاية، مع النتيجة المحتملة أن تترك بي أتش بي مؤشرات المملكة المتحدة". وأضاف، "إذا كان هذا هو الحال بالفعل بالنسبة إلى مستثمري مؤشر المملكة المتحدة، فمن وجهة نظرنا فإن خسارة شركة من عيار (بي أتش بي) تعتبر أمراً مخيباً للآمال". وتابع "ومع ذلك، فإن اقتراح (بي أتش بي)، مدعوم بحالة قوية وواضحة مع إمكانية استفادة المستثمرين في شركة مدرجة في المملكة المتحدة من التضييق المحتمل للخصم للشركة الأسترالية".
وواصل، "من المهم أن يتمكن المستثمرون في مؤشر المملكة المتحدة من تحقيق هذه الفائدة، وسنواصل مراجعة الاقتراح مع وضع ذلك في الاعتبار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأسست "بي أتش بي" في عام 2001 من خلال اندماج "بي أتش بي" الأسترالية و"بيليتون" المدرجة في لندن. و"بي أتش بي" ثاني أكبر مكون لمؤشر "فوتسي 100" بعد "أسترازينيكا"، برأسمال سوقي يبلغ نحو 130 مليار جنيه إسترليني (178.7 مليار دولار أميركي). يتم تداول نحو 50.6 مليار جنيه إسترليني (69.5 مليار دولار أميركي) من هذه الأسهم في بريطانيا، وفقاً لسمسار البورصة "أيه جي بيل".
وقال مايك هنري، 54 عاماً، الرئيس التنفيذي لشركة "بي أتش بي"، إن الهيكل الموحد من شأنه أن يجعل "بي أتش بي" "أبسط وأكثر مرونة"، لأنه يركز على استكشاف الصفقات المحتملة. ويذكر أن الغالبية العظمى من أرباح الشركة تأتي الآن من أعمالها المدرجة في مدينة سيدني الأسترالية، فيما ستحتفظ "بي أتش بي" بقائمة ثانوية في لندن.
"بي أتش بي" أعلنت عن أكبر ربح سنوي لها منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وقالت إنها ستدفع أرباحاً قياسية بعد الاستفادة من ارتفاع أسعار خام الحديد، كما أكدت خططها للخروج من قسمي النفط والغاز بدمجهما مع شركة "وودسايد بتروليوم" الأسترالية المنافسة.
وقال المساهمون، بما في ذلك "إل آند جي" شركة بارزة في تقديم الخدمات المالية في المملكة المتحدة، وتقدم خدمات التأمين على الحياة والمعاشات التقاعدية والتقاعد والاستثمار، إنهم سيراجعون العرض. وقال أحد مديري الصناديق البارزين: "الإدراج المزدوج والتعرض للنفط كانا من القضايا الاستراتيجية لمدة عشر سنوات لهذه الشركة، وقد جرى تناولهما في لقطة واحدة. هناك الكثير لاستيعابه".
وجرى تداول أسهم "بي أتش بي" في لندن بخصم يبلغ نحو 20 في المئة من أسهمها في أستراليا، لذلك يمكن للمستثمرين في المملكة المتحدة الاستفادة إذا تمكنوا من تحويل ممتلكاتهم إلى سيدني. وستحتاج الشركة إلى 75 في المئة من أصوات المساهمين من كل من الشركات المدرجة في أستراليا والمملكة المتحدة للقيام بعملية التوحيد.
وقال المحللون في "بيرنبرغ": "إن الخطر الأكبر هو ذلك بالنظر إلى عائد توزيعات الأرباح الكبير لشركة (بي أتش بي) بنحو 10 في المئة، فقد يصوت المساهمون في المملكة المتحدة الذين يواجهون خسارة هذا العائد ضد اقتراح التوحيد".
وأغلقت أسهم "بي أتش بي" المدرجة في لندن على ارتفاع 77 سنتاً، أو 3.4 في المئة، عند 23.58 جنيه إسترليني (32.41 دولار أميركي).