دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يرأس حالياً مجموعة الدول السبع والتي تضم أيضاً الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا، إلى عقد اجتماع افتراضي لقادة المجموعة في أعقاب سيطرة "طالبان" على أفغانستان.
وقالت صحيفة "تليغراف" البريطانية، إن جونسون سيطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن تأجيل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
ويضغط الوزارء في بريطانيا على الولايات المتحدة، سراً منذ أيام، للنظر في تأخير الانسحاب لتخفيف الضغط على مطار كابول حيث لا يزال الآلاف من الأفغان يتجمعون في محاولة للخروج من البلاد، بحسب الصحيفة.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي، الأحد، إن القوات الأميركية وسعت حدود مطار كابول في إطار جهودها لتسريع إجلاء أميركيين وأفغان ومواطني دول حليفة.
وأبلغ بايدن الصحافيين في البيت الأبيض أن طالبان تتعاون في تلك الجهود لكن الموقف لا يزال خطيراً. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال قلقة من هجمات محتملة لتنظيم "داعش" أو جماعات أخرى.
وأجلت المملكة المتحدة أكثر من 5700 شخص من أفغانستان حسبما أعلنت مساء الأحد الحكومة البريطانية التي تضاعف جهودها لتسريع هذه العملية قبل انسحاب القوات الأميركية.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن العملية التي تُجريها أتاحت إجلاء 5725 شخصا من كابول، بينهم أكثر من 3100 أفغاني وعائلاتهم، وذلك منذ انطلاقها في 13 أغسطس (آب). وإضافة إلى الأفغان الذين يعملون محلياً لحساب المملكة المتحدة، تم إجلاء موظفين دبلوماسيين ورعايا المملكة ودول أخرى.
وبعد وقت قصير على تأكيد أحمد مسعود، قائد آخر منطقة متبقية خارج سيطرة "طالبان" في أفغانستان، استعداد قواته للقتال، أعلنت الحركة إرسال "مئات" العناصر إلى وادي بنجشير للسيطرة عليه.
وكتبت الحركة في تغريدة على حسابها على "تويتر" بالعربية، "مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بنجشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي".
وجاء إعلان "طالبان" عقب قول مسعود لوكالة "رويترز" من معقله في إقليم وادي بنجشير الجبلي في شمال غربي كابول حيث جمع فلول وحدات الجيش النظامي وقوات خاصة وميليشيا محلية، إنه يأمل في إجراء محادثات سلام وتشكيل حكومة تشمل الجميع، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد قواته للقتال.
وكان المتحدث باسم "طالبان" في ولاية بنجشير، نصر الله ملك زاده، قال لـ"اندبندنت عربية" السبت، إن تعزيزات الحركة وصلت إلى الولاية، وإن مفاوضات جارية بين قادتها والزعماء والوجهاء القبليين والدينيين في بنجشير لتجنيبها القتال، في حين ذكر نشطاء من عاصمة الولاية أن القتال بدأ بالفعل من جانب مجموعات موالية لأمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني، لاستعادة بعض المديريات التابعة للإقليم والتي سيطرت عليها "طالبان".
وبعد أسبوع من استيلاء "طالبان" على السلطة في أفغانستان، ما زال آلاف الأشخاص يحاولون الفرار من بلادهم معرضين حياتهم للخطر سعياً للوصول إلى رحلات الإجلاء التي تنفذها دول أجنبية في ظل ظروف بالغة الخطورة، في حين تبحث الحركة المتطرفة تشكيل "حكومة جامعة".
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية الأحد، 22 أغسطس (آب)، مقتل سبعة مدنيين أفغان في الفوضى الحاصلة قرب مطار كابول. ولا تزال آلاف العائلات تحتشد أمام المطار على أمل ركوب طائرة بأعجوبة، ما دفع الولايات المتحدة إلى الطلب من رعاياها في أفغانستان تجنب التوجه إلى مطار كابول حالياً، مشيرةً إلى وجود "تهديدات أمنية محتملة".
وقال بايدن في مقابلة مع قناة "إيه بي سي"، إن الولايات المتحدة تخطط لإجلاء جميع الأميركيين، المقدر عددهم بين 10 و15 ألف شخص، وتأمل بأن تكون قادرة على فعل الشيء نفسه مع الحلفاء الأفغان وعائلاتهم، المقدر عددهم بما 50 و65 ألفاً.
وقررت الولايات المتحدة استخدام عدد من الطائرات التابعة لشركات طيران خاصة لتعزيز عمليات الإجلاء من أفغانستان، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الأحد، موضحةً أن هذه الطائرات لن تقلع من مطار كابول بل ستساهم في نقل أشخاص تم إجلاؤهم إلى دول أخرى.
إليكم تغطيتنا لآخر التطورات الأفغانية