يُستشفّ في الأزمة المتكشفة في أفغانستان "أفول" في ما يسمى العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة، وفق نائب محافظ بارز.
وقال توبياس آلوود، رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم، إن المملكة المتحدة "لم تشملها المحادثات" حول الانسحاب من المنطقة، مضيفاً، "ليست العلاقة كما كانت عليه".
وجاءت تعليقاته وسط مشاهد اليأس في مطار حامد كرزاي الدولي بكابول، إذ يحاول آلاف الأجانب والأفغان، الحاصلون على تأشيرات الفرار من نظام "طالبان" الجديد.
وفي تحديث الأحد، قال وزير القوات المسلحة، جيمس هيبي، إن القوات الجوية الملكية [البريطانية] نقلت ألفاً و721 شخصاً جواً من العاصمة الأفغانية في الساعات الـ24 السابقة، لكن وزير الدفاع أقر أيضاً بأن كثراً قد لا يتمكنون من مغادرة المنطقة.
وفي حديث إلى "تايمز راديو"، قال السيد آلوود، الذي خدم في أفغانستان، "لماذا لم نقف في وجه الولايات المتحدة ونقول لها إذا أردت إخراج أفغان – لأن عليك واجب العناية بأولئك الذين ستلاحقهم "طالبان" – يجب ألا تخرجي قواتك العسكرية أولاً، بل عليك إخراج المدنيين، ثم تنسحبين؟".
لكنه أكد قائلاً، "لقد قمنا بالأمر في شكل معكوس" [سحب القوات العسكرية أولاً، ثم المدنيين].
"لم تشملنا المحادثات، ولم تتناول الأمر الوحيد الذي نستطيع وضعه على طاولة المحادثات [لعب دور فاعل فيه] – نعم، لدينا مقدار معين من القوة الصلبة، ولدينا أيضاً قوة ناعمة فاعلة – لكن "قيادتنا الفكرية" هي الشيء الذي يقدرنا الأميركيون في شأنه في الواقع".
وأضاف النائب المحافظ البارز، "نحن نستطيع النظر إلى الأشياء بمنظور مختلف، وتوفير وجهة نظر مختلفة، وكان في مقدورنا ذلك، لكن القنوات الخلفية اندثرت، والعلاقة ليست كما كانت عليه".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"ونتيجة ذلك هي القرارات الجيوسياسية الضخمة المتخذة التي أشعر أنها قد تخلف تداعيات أوسع على موقع بريطانيا وأميركا كقوة خير على صعيد من يدعم بالفعل حكم القانون في العالم ويدافع عنه".
وتلت الملاحظات أيضاً مداخلة من رئيس الوزراء الأسبق توني بلير الذي أدخل بريطانيا في الحرب في المنطقة قبل عقدين. فالسبت، استخدم مقالاً مؤلفاً من ألفي و700 كلمة لينتقد القرار "المعتوه" بالانسحاب.
وقال إن المملكة المتحدة "استشيرت قليلاً أو لم تستشر بالمرة" في قرار الولايات المتحدة إبرام اتفاق مع "طالبان" في الدوحة بقطر العام الماضي حول انسحاب القوات، محذراً من أن أمام بريطانيا التفكير الملّي [بمآل الأمور]".
"لم نلمس الأمر بعد، لكننا نواجه خطر خفض مرتبتنا إلى الدرجة الثانية من القوى العالمية. ربما لا يهمنا الأمر، لكن يجب علينا على الأقل أن نبحث في أمر القرار".
وقال السيد بلير، "إن التخلي عن أفغانستان وشعبها أمر مأساوي وخطر وغير ضروري، وليس من مصلحتهم ولا من مصلحتنا".
وقال اللورد ريكتس، الذي كان أول من تولى منصب مستشار الحكومة البريطانية للأمن القومي بين عامي 2010 و2012، إن المملكة المتحدة ستحتاج إلى "إعادة التفكير" في موقفها على صعيد السياسة الخارجية بعد تعامل الولايات المتحدة مع الانسحاب من أفغانستان.
وقال لـ"تايمز راديو"، "كانت مرحلة مذلة للمملكة المتحدة. وأخشى أننا عرفنا أن (الرئيس الأميركي) جو بايدن وضع العمل السياسي الأميركي قبل تضامن حلف شمال الأطلسي، ولم يكن لبريطانيا أي دور كبير في ذلك إن كانت لها أي كلمة".
وأضاف، "الواقع الملموس يقضي بأننا سنحتاج إلى مواصلة العمل مع الأميركيين في مختلف المجالات، وأن هذه التجربة كانت صعبة، لكن علينا أن نعيد الأميركيين إلى العمل مع حلفائهم وأخذ آرائنا بالاعتبار، لكننا لا نستطيع أن نخترع بطريقة ما سياسة خارجية من دون الأميركيين، لذلك علينا أن نأخذ نفساً عميقاً ونجري محادثات صريحة مع جو بايدن ونعود بعد ذلك إلى التعاون معه".
© The Independent