توصل مسح حديث إلى أن الرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات في العالم يستعدون للذهاب في فورة استحواذ مع عودة الثقة في الاقتصاد العالمي إلى مستويات لم تشهدها منذ بداية جائحة كورونا، وتم تحديد سلاسل التوريد والأمن السيبراني وتغير المناخ باعتبارها أكبر المخاطر على النمو خلال السنوات الثلاث المقبلة، إذ قال نحو 60 في المئة من المديرين التنفيذيين إن سلسلة التوريد الخاصة بهم كانت تحت ضغط متزايد خلال الوباء.
وأظهر استطلاع للرأي شمل 1325 من قادة الأعمال في أكبر اقتصادات العالم، بما في ذلك 150 في بريطانيا، أن 87 في المئة كانوا يتطلعون إلى إبرام صفقات خلال السنوات الثلاث المقبلة للمساعدة في تعزيز وتحويل أعمالهم.
وتم تحديد عمليات الاندماج والاستحواذ والمشاريع المشتركة والتحالفات الاستراتيجية باعتبارها الاستراتيجيات الرئيسة للتوسع وتحويل الأعمال من قبل 67 في المئة من قادة الشركات الذين يحققون ما لا يقل عن 365 مليون جنيه استرليني (500 مليون دولار) في بريطانيا.
وقال رئيس مجلس الإدارة العالمي والرئيس التنفيذي لشركة المحاسبة "كي بي إم جي" التي أجرت الاستطلاع لـ "صنداي تايمز" بيل توماس، "على الرغم من استمرار حال عدم اليقين في شأن الوباء، فإن الرؤساء التنفيذيين واثقون بشكل متزايد من عودة الاقتصاد العالمي بقوة، وهذه الثقة وضعت القيادة في موقف نمو قوي".
وأجرت "كي بي إم جي" استطلاعاً لقادة الأعمال من مجموعة من القطاعات شملت 11 سوقاً، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند وفرنسا وألمانيا، بين يونيو (حزيران) وأغسطس (آب)، يدير جميع الرؤساء التنفيذيين شركات بعائدات سنوية تزيد على 500 مليون دولار، وثلثهم تزيد عوائدهم على 10 مليارات دولار.
343.1 مليار دولار عمليات الاندماج والاستحواذ في بريطانيا
وفي شكل عام قال 60 في المئة من القادة، 58 في المئة في المملكة المتحدة، إنهم واثقون من آفاق نمو الاقتصاد العالمي في السنوات الثلاث المقبلة، وارتفعت النسبة الإجمالية من 42 في المئة في المسح السابق الذي تم إجراؤه خلال الشهرين الأولين من العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأ المصرفيون والمستشارون الإداريون الاحتفال بازدهار إبرام الصفقات في بريطانيا، وبلغ حجم عمليات الاندماج والشراء في المملكة المتحدة المكتملة منذ بداية العام 343.1 مليار دولار، أي أكثر من ضعف الحجم في عام 2019 وأعلى مستوى منذ العام 2000، وفقاً لمزود البيانات "ريفينيتيف".
وبحسب المسح كان النشاط مدفوعاً بعوامل من بينها تراكم الصفقات والشعور بالثقة الكافية للمديرين التنفيذيين للمراهنة على التأثير الاقتصادي لكورونا.
وأدى التطبيق الناجح لبرنامج اللقاح إلى زيادة الآمال في إنهاء الأزمة، إذ تتطلع الشركات التي عززت موازناتها للتغلب على العاصفة إلى تعزيز مراكزها التنافسية، بخاصة أن تمويل الديون لا يزال رخيصاً.
العودة الفعلية للمكاتب ونماذج العمل الهجينة
ووجد استطلاع "كي بي إم جي" أيضاً تغييراً جذرياً في الشعور بشأن مستقبل المكاتب، فخلال الموجة الأولى من الوباء العام الماضي قال 69 في المئة من الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع إنهم يخططون لتقليص وجودهم الفعلي في المكاتب، ومنذ ذلك الحين انخفض ذلك إلى 21 في المئة فقط، وفي المملكة المتحدة انخفضت النسبة التي تخطط لتقليص وجودها الفعلي في المكاتب إلى 14 في المئة.
ومع ذلك قال 43 في المئة من الرؤساء التنفيذيين البريطانيين إنهم يتطلعون إلى الاستثمار في مساحات المكاتب المشتركة، حيث تم تنفيذ نماذج العمل الهجينة من قبل 37 في المئة من المديرين التنفيذيين في جميع أنحاء العالم والمملكة المتحدة.