ما إن يهل فصل الصيف في مصر إلا وتغزو فاكهة التين الشوكي شوارع محافظاتها لحالة العشق التي تربط المصريين بها، ويطلقون عليها أوصافاً عدة بينها، حبات السعادة، وفاكهة الصحراء، وفاكهة الغلابة، والفاكهة المتوحشة. ولها فوائد صحية متعددة تقوي مناعة من يتناولها باعتدال، ما يجعلها تتصدر نظيرتها الشعبية. "اندبندنت عربية" تجولت على عدد من بائعيها في عدد من الشوارع، للتعرف على قصة عشق المصريين لتلك الفاكهة.
فاكهة الصحراء المربحة
قال محمد العربي، مرشد زراعي ومشرف على مزارع التين الشوكي، "إن هذه الفاكهة صيفية وتنمو على عدد من فصائل أشجار الصبار الكفّية ذات الأشواك الكثيفة، التي تتميز بمقاومة الجفاف، ولا تحتاج إلى ري كثير، لذلك تزرع في المناطق الصحراوية والجافة بكثافة، ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من الري".
وأضاف، "أشجار التين الشوكي تطرح ثمارها بعد عام من زراعتها، وتنتج محصولاً كثيفاً للتجارة بعد ثلاثة أعوام، وتعد من المحاصيل سهلة الزراعة، وهي من الفواكه الموفرة في استخدام المياه، إذ يروى الفدان الواحد بالرش أو التنقيط 9 مرات في العام الواحد، من العام الثاني لزراعته، وتزرع في الأراضي الرملية والطينية عبر تسميد عضوي بسيط وغير مكلف، يزرع عبر غرس كفوف الصبار في الأرض، ويتحمل درجات الحرارة العالية والجفاف".
وذكر العربي، "أنها من الفواكه النظيفة التي لا ترش بمبيدات أو رش كيماوي، ومع ذلك هو من المحاصيل المربحة لزارعيها إذ ينتج الفدان الواحد حوالى من 5 إلى 8 آلاف قفص بقيمة تقدر من 100 ألف جنيه مصري (6369 دولار أميركي) إلى 150 ألف جنيه مصري (9554 دولار)، ويحظى المحصول بإقبال كبير في الأسواق المصرية سواء الجملة أو القطاعي"، لافتاً "أن من أكثر المحافظات التي تنتشر فيها مزارع التين الشوكي محافظة البحيرة، والمنيا، والفيوم، ويبدأ حصاده سنوياً من يونيو (حزيران) وأغسطس (آب)، ويباع في الأسواق حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حبات السعادة
تنتشر فاكهة التين الشوكي في كافة شوارع مصر، يشتريها الكبير والصغير، الغني والفقير، كما تحرص بعض المولات التجارية الكبرى على تغليفها بعد تجفيفها لمنافسة الأسواق الشعبية.
أسماء شعبان، من محافظة الأقصر في جنوب مصر، أشارت إلى "أن تناول التين الشوكي هو أحد طقوس التنزه خلال فصل الصيف مع أسرتها، إذ إن أسعارها بسيطة لا تتجاوز الجنيهين (0.128 دولار) للقطعة الواحدة"، لافتة إلى "أن مذاق تلك الفاكهة تتميز بروعة الطعم، وسهولة الهضم، لعل أبرز ما يميزها عن سائر الفواكه أنها تتناول طازجة دون تأخير حتى لا تفقد قيمتها الغذائية".
ويقول عبدالمنعم الهواري، بائع تين شوكي، "إنه منذ 10 سنوات، وهو يتاجر فيها، من يونيو وحتى أكتوبر"، وأوضح "أن تقطيع التين الشوكي يحتاج إلى ارتداء قفازات نظراً للأشواك المنتشرة على قشرة الثمرة، لذلك يحرص المواطنون على شرائها بعد تنظيفها"، مؤكداً "أن الشعب المصري يعشقها، وبعض المواطنين يتناولونها يومياً، ويطلقون عليها (حبات السعادة) لدورها في تحسين الحالة المزاجية لمن يتناولها". وأشار إلى "أن العام الماضي شهد خسائر فادحة لصغار تجار التين الشوكي المنتشرين في شوارع مصر جراء انتشار جائحة كورونا، لكن هذا العام عاود الإقبال الكبير عليها".
فوائد صحية متنوعة
ذكر أسامة الشريف، أستاذ علم التغذية بكلية الطب، "أن التين الشوكي من الفواكه الغنية بالفوائد الصحية المتنوعة، إذا جرى تناولها باعتدال دون إسراف، فهي تعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي وتعزيز صحة القلب والشرايين، كما تلعب دوراً مهماً في تخفيض مستويات الكولسترول السيء في الجسم سواء كان وراثياً أو مكتسباً".
وأضاف، "أنه ينصح بتناول التين الشوكي لمن يرغبون في خفض الوزن، لأنها تحتوي على ألياف تجعل من يتناولها يشعر بالشبع لفترات طويلة، وتقلل من آلام الجوع، كما تساعد في التخلص من الدهون الغذائية عن طريق طردها من الجسم، كما تسهم بشكل فعال في التحكم بالوزن"، لافتاً "أن فيتامين (سي) الموجود في التين الشوكي يعزز استجابة الجسم المناعية ضد الالتهابات المختلفة، ويزيد من إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تعمل على قتل كل ما هو ضار ودخيل داخل الجسم".