تعتزم القاهرة ربط البحرين الأحمر شرقاً بالأبيض شمالاً عبر شبكة من خطوط السكك الحديدية الكهربائية فائقة السرعة بقيمة إجمالية تصل إلى 4.45 مليار دولار أميركي، بالتعاون مع تحالف من الشركات تقوده "سيمينز" الألمانية.
من العين السخنة إلى مطروح
أعلن مجلس الوزراء المصري، الأربعاء الماضي، تفاصيل الاتفاق مع الشركة الألمانية والشركات المتحالفة معها، الذي بلغت قيمته نحو 4.45 مليار دولار، ويشمل تصميم وتنفيذ وصيانة وتوفير تمويل الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع (العين السخنة - الإسكندرية - العلمين - مطروح) بطول 660 كيلومتراً.
مسار خط القطار الكهربائي ينطلق من مدينة العين السخنة على ساحل البحر الأحمر بمحافظة السويس شمال القاهرة حتى يصل إلى شرق النيل وصولاً إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ثم يتكامل مع مونوريل (قطاع فائق السرعة) مدينة السادس من أكتوبر المرتقب تنفيذه، ثم يصل إلى مدينة وادي النطرون بالقرب من محافظة الإسكندرية، ويواصل مساره حتى يصل إلى ميناء الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومنها إلى محافظة مطروح.
نقلة حضارية في وسائل النقل في مصر
وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في تصريحات على هامش توقيع الاتفاق مع شركة "سيمينز"، إن العقد سيحدث نقلة حضارية في وسائل النقل في مصر، ويُسهم في سرعة تحقيق التنمية المنشودة، موضحاً أن "سيمينز" أصبحت شريك نجاح للمصريين في عدد من المشاريع في مختلف القطاعات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تعاقد القاهرة مع الشركة الألمانية وحلفائها "أوراسكوم كونستراكشون" و"المقاولون العرب" المصريتين يتضمن تصميم وتوريد وتنفيذ وصيانة لمدة 15 عاماً، وتوفير تمويل الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع، الذي يتضمن خطاً لشحن البضائع وينقل نحو 30 مليون مسافر سنوياً.
1825 كم شبكة القطارات الصديقة للبيئة
ووفقاً لمجلس الوزراء المصري يصل طول شبكة القطارات الكهربائية السريعة الصديقة للبيئة إلى 1825 كيلومتراً، وتتكون من ثلاثة خطوط متكاملة، إذ يمتد الخط الأول من العين السخنة وإلى العلمين الجديدة، ثم مطروح بطول 660 كيلو متراً، والثاني يمتد من محطة أكتوبر، ويمتد غرب طريق الصعيد الصحراوي الغربي حتى أسوان بطول 925 كيلو متراً، حيث سيتكامل مع مونوريل السادس من أكتوبر، بينما الثالث يمتد المسار من محطة قنا ثم الأقصر، ويستمر شرقاً حتى الغردقة، ثم إلى ميناء سفاجا بطول نحو 240 كيلو متراً.
وعقب توقيع العقد بحضور السفير الألماني في القاهرة أعلنت شركة "سيمينز"، في بيان، تفاصيل التعاقد مع الحكومة المصرية، وقالت إنها ستنفذ هذا المشروع العملاق بنظام تسليم المفتاح بالتعاون مع شريكيها "أوراسكوم" للإنشاءات، و"المقاولون العرب".
3 مليارات دولار نصيب "سيمينز"
وأضافت أنه في إطار العقد ستنفذ الشركة نظم النقل وأعمال التصميم كما ستنفذ المشروع وعمليات التشغيل التجريبي له، علاوة على صيانة نظم السكك الحديدية لمدة 15 عاماً، إذ تبلغ حصة "سيمينز" من قيمة العقد نحو 3 مليارات دولار من إجمالي القيمة البالغة 4.45 مليار دولار.
من جانبه قال رولاند بوش الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "سيمينز"، إن هذا المشروع الاستراتيجي سيخلق عديداً من الوظائف، متوقعاً أن أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة في مصر، إضافة إلى 3800 فرصة عمل للموردين المصريين، وفرص عمل غير مباشرة داخل منظومة الاقتصاد المحلي بصورة عامة.
وتابع، بحسب شركته، فإن المشروع يعمل على تحسين جودة حياة ملايين المصريين من خلال توفير نظام فعال وآمن ومتطور للنقل، وتابع، تلتزم "سيمينز" في إطار هذا المشروع بتقديم أحدث الحلول التكنولوجية الذكية والدعم المتواصل لبناء وصقل المهارات والكوادر المحلية.
وأضاف أن شركته ستقوم بتوريد قطاراتها الكهربائية عالية السرعة من طراز "ڤيلارو"، والقطارات الإقليمية ذات السعة العالية من طراز "ديذيرو"، وجرارات شحن البضائع من طراز "فيكترون"، علاوة على تركيب نظام إشارات آمن واعتمادي طبقاً لأحدث تقنيات نظم الإشارات، والمستوى الثاني لنظام التحكم الأوروبي في القطار "ETCS"، إضافة إلى توريد نظام إمدادات الطاقة الذي يوفر طاقة تتميز بالكفاءة والاستدامة.
خفض انبعاثات الكربون 70 في المئة
وأكد رولاند بوش أن منظومة القطارات التي تعمل بالكهرباء بالكامل، ستسهم في تقليل استهلاك الطاقة، بالتالي خفض تلوث الهواء من طريق تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 70 في المئة، مقارنة مع السيارات والحافلات الحالية التي تعمل بالوقود، وهو ما يعني رفع جودة الحياة وحماية البيئة في مصر. وأشار إلى أنه من المتوقع أن ينقل هذا الخط أكثر من 30 مليون شخص كل عام، مع تحقيق وفورات في زمن الرحلة تصل إلى 50 في المئة، وهو ما سيعمل على زيادة معدلات إنتاجية القوى العاملة في البلاد.
وواصل أن هذه المنظومة تتميز بعوامل الراحة والأسعار الاقتصادية، وتقدم باقة أخرى من المزايا للمسافرين، منها تقليل وقت السفر من شرق القاهرة الكبرى إلى غربها، كما سيربط الخط الموانئ البحرية والجافة، وهو ما سيسهم في تحسين مستوى الكفاءة لحركة الشحن في مصر بصورة عامة، بخاصة الشحن البري من طريق السكك الحديدية، الذي من المتوقع زيادته 15 في المئة.