لدى عملاقة الاتصالات الصينية هواوي -حسبما زُعم- ’منافذ خلفية‘ كامنة إلى شبكة شركة اتصالات هولندية كبرى لم يُذكر اسمها، ما يتيح لها الولوج إلى بيانات المستخدمين.
وكانت وكالة الاستخبارات الهولندية تستقصي ما إذا كان هذا الوضع قد أتاح للحكومة الصينية التجسّس وفق ما قالت صحيفة دي فولكسكرانت de Volkskrant الهولندية نقلاً عن مصادر استخبارية لم تُعلن هويتها.
وقالت شركة هواوي إنها "بهتت" بالتقرير ورفضت التعليق على لُب مزاعمه لكونها أتت من مصادر مجهولة.
وفي وقتٍ سابق، قال ممثّل للشركة للصحيفة نفسها أنّ هواوي التزمت بالقوانين والأنظمة في كلّ بلد تعمل فيه، وهي "تبقي الباب مقفلاً أمام الحكومات أو غيرها ممّن يودّون استخدام شبكتنا لأنشطةٍ من شأنها تهديد أمن الشبكة العنكبوتية."
وامتنعت وكالة الاستخبارات الهولندية عن الحديث عن التقرير، لكنها قالت في أبريل (نيسان) إن "من غير المرغوب فيه لهولندا أن تعتمد على أجهزة أو برامج شركاتٍ لبلدان تدير برامج الكترونية نشطة ضدّ المصالح الهولندية"، مسميّةً الصين وروسيا.
ومن أصل شبكات الاتصالات الهولندية الثلاث الكبرى، رفضت فودافون/زيغو VodafoneZiggo وكاي بي ان KPN التعليق على التقرير في حين أعلنت تي-موبايل/تيلي2 T-Mobile/Tele2 أنّها لم تكن على علمٍ بأيّ تحقيق تجريه وكالة الاستخبارات.
يُذكر أن مقال صحيفة فولكسكرانت لم يحتو أيّ تفصيل عما إذا كان ذلك المنفذ الخلفي المزعوم جهازا أو برنامجا أو عن كيفية عمله أو عما إذا استخدم بالفعل.
نشر التقرير الصحافي بعد يومٍ من حظر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على هواوي شراء التكنولوجيا الأمريكية الحساسة إلا بإذن خاص، ما يحرم معداتها فعلياً على شبكات الاتصالات الأميركية بحجة الأمن القومي.
وكانت الحكومة البريطانية التي وافقت على منح هواوي دوراً محدوداً في بناء جزءٍ من شبكة الجيل الخامس التي تملكها قد أعلنت أنها تراجع مقاربتها لملف الجيل الخامس على ضوء العقوبات الأميركية.
وقال متحدث باسم رئيسة الحكومة تيريزا ماي لدى سؤاله عمّا إذا كانت الحكومة ستراجع التعاون مع هواوي: "كما تعلمون، في إطار العلاقة مع هواوي، نراجع مقاربة السياسة الأمثل لتكنولوجيا الجيل الخامس وعندما يصبح الإعلان جاهزاً سيطلع وزير الثقافة البرلمان. إننا ملتزمون بضمان أمن شبكات الاتصالات البريطانية على نحو تام وسيقوم أيّ قرار يُتّخذ على أساس تقييمٍ جديّ وتقني للمخاطر."
وكان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني قد حذّر في مطلع هذا الأسبوع من أنّ منح هواوي دوراً في بناء شبكة تكنولوجيا الجيل الخامس البريطانية سيطرح خطراً لا داعي له على الأمن القومي. وأضاف السير ريتشارد ديرلوف أنّ استخدام معدّات هواوي سيضع الحكومة الصينية في "موقعٍ استغلالي متقدّم" في مستقبل شبكة الاتصالات البريطانية.
وأدّت تسريات تفاصيل اجتماعٍ لمجلس الأمن القومي قيل أنّ تيريزا ماي تجاهلت فيه الوزراء الذين عبّروا عن مخاوفهم من منح هواوي دوراً في المملكة المتحدة شهر أبريل (نيسان) الماضي إلى إقالة وزير الدفاع غافين ويليامسون.
© The Independent