Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التلوث البلاستيكي يتهدد الحيوانات المهاجرة في آسيا والمحيط الهادئ

وفق تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة، تعتبر الثدييات التي تعيش في المياه العذبة وتتنفس الهواء، والفيلة الآسيوية، والطيور المهاجرة الأكثر عرضة للخطر

فيلة برية قرب سياج كهربائي تبحث عما تأكله في نفايات مرمية في مساحة مفتوحة بقرية ديغامباثانا في شمال وسط سريلانكا (أ ف ب/غيتي)

بين أن الحيوانات المهاجرة في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، التي تشق طريقها إلى مناطق تكون أكثر ملاءمة لها، من بين أكثر الأنواع الحية تعرضاً للتلوث البلاستيكي، وفق مراجعة حديثة لدراسات نشرتها منظمة الأمم المتحدة (UN).

التقرير، الذي أصدرته يوم الثلاثاء الماضي "اتفاقية حفظ الأنواع البرية المهاجرة" (CMS) التابعة للأمم المتحدة، وضع للمرة الأولى تقييماً للآثار التي يطرحها التلوث البلاستيكي على الحيوانات التي تعيش على اليابسة وفي بيئات المياه العذبة، في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.

"حتى الآن صببنا تركيزنا على تنظيف محيطاتنا (من النفايات البلاستيكية)، ولكن هذه الخطوة جاءت متأخرة أصلاً. علينا أن نركز على الحلول وعلى درء التلوث البلاستيكي في مراحله الأولى"، كما صرحت إيمي فرانكل، الأمينة التنفيذية لـ"اتفاقية حفظ الأنواع البرية المهاجرة".

 كذلك أشار التقرير إلى أن التلوث البلاستيكي الذي يشوب النظم الإيكولوجية للأنهار واليابسة، يلحق الضرر بالحيوانات المحمية بموجب "اتفاقية حفظ الأنواع البرية المهاجرة"، ومن بينها الكائنات في المياه العذبة، والتي تعيش على اليابسة، إضافة إلى الطيور.

"ولما كان معظم التلوث البلاستيكي يحصل على اليابسة، فليس مستغرباً للأسف"، وفق فرانكل، "أن يؤثر في الأنواع الحيوانية المهاجرة وغيرها من حيوانات تعيش على البر وفي بيئات المياه العذبة".

بحسب التقرير، تعتبر ثدييات المياه العذبة التي تتنفس الهواء من قبيل دلافين نهر "الغانج" (أو دلافين نهر جنوب آسيا)، والحيوانات على اليابسة مثل الفيلة الآسيوية، والطيور المهاجرة، الأنواع الحية الأكثر تضرراً بالتلوث البلاستيكي في آسيا والمحيط الهادئ.

إضافة إلى كونها تواجه أصلاً عوامل إجهاد بيئية عدة، من بينها التأثيرات التي يخلفها تغير المناخ، ذكر التقرير أن التلوث البلاستيكي يضع على كاهل الحيوانات المهاجرة ضغوطات إضافية تهدد بقاءها على قيد الحياة.

وفي تصريح أدلوا به في هذا الصدد، أشار الخبراء في الأمم المتحدة إلى أن "الحيوانات المهاجرة ستواجه مجموعة واسعة من البيئات المختلفة، من بينها البيئات الصناعية والشديدة التلوث، ما من شأنه أن يقود إلى احتمال التعرض بدرجة أكبر للبلاستيك والملوثات المرتبطة به".

وقال الخبراء إنه في حالة ثدييات المياه العذبة، فإن تشابكها في النفايات البلاستيكية يمنعها من الوصول إلى السطح، ويودي بها تالياً إلى الغرق.

فيما تشير التقديرات إلى وجود ثلاثة آلاف و500 دلفين فقط من دلافين نهر "الغانج" التي تعيش حرة في الطبيعة المائية، أكد التقرير أن هذا النوع يعد ثاني أكثر الأنواع الحية عرضة لخطر التشابك في معدات الصيد المتروكة عمداً أو عرضاً في النهر، ومواجهة تبعاتها السلبية.

ولا تختلف الحال في نهر "الميكونغ"، إذ ذكر التقرير أن الغرق نتيجة التشابك في شباك الصيادين يشكل "التهديد الرئيس" لدلافين "إيراوادي" التي ربما يبلغ عدد الحرة منها التي تعيش في الطبيعة أقل من 100 دلفين.

وأشار التقرير إلى أن التشابك في البلاستيك وكذلك ابتلاعه، يتهددان أيضاً ثدييات نهرية تسمى "الأطوم" Dugong في الهند وتايلاند.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسلط التقرير الضوء تحديداً على التهديد الذي تطرحه لوازم الصيد المتروكة في نهري "الغانج" و"ميكونغ" بالنسبة إلى الأنواع المائية التي تكون نهايتها الغرق بسبب تشابكها في تلك المعدات.

في سياق متصل، أشار تقرير حديث إلى أن دلافين الأنهار في الهند التي يلتقطها الصيادون في شباكهم، إما عن طريق الخطأ أو عن قصد، تُقتل أيضاً لاستخراج زيتها، الذي يستخدم بعد ذلك كطعم لصيد سمك "السلور" catfish.

في حين أن البحوث حول تأثيرات التلوث البلاستيكي في البيئات البرية "دون المستوى الكافي"، أوضح التقرير مستنداً إلى الأدلة المتوافرة أن هذا الشكل من التلوث يمكن أن "يؤثر سلباً" في مجموعة واسعة من الحيوانات على اليابسة.

مستشهداً بدراسات سابقة، ذكر التقرير أن أفيالاً آسيوية في سريلانكا وتايلاند قد شوهدت وهي تبتلع البلاستيك وتبحث عن طعام تأكله في مكبات القمامة.

وفق خبراء الأمم المتحدة، تعتبر الطيور المهاجرة أكثر الأنواع الحية التي تتفاعل مع البلاستيك.

مثلاً، يقول الخبراء إن طيوراً من قبيل "أبو ملعقة ذو المنقار الأسود"Black-faced Spoonbill  والعقاب النساري Osprey قد رصدت بينما كانت تبني أعشاشاً من البلاستيك، مستخدمة خيوط الصيد وحطام سفن الشحن، وكثيراً ما يسفر عن ذلك  تشابك صغار الطيور في تلك المواد.

وأشار التقرير إلى أن الطيور البحرية المهاجرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مثل "القطرس أسود القدمين" Black-footed Albatross، وطيور "القطرس لايسان"Laysan Albatross  قد تكون معرضة بشدة لابتلاع البلاستيك لأنها ربما لا تميز بين المواد البلاستيكية العائمة والفرائس خلال تحليقها فوق المحيط.

وأشار تقرير "الأمم المتحدة" إلى احتمال أن تتراكم تلك المخلفات البلاستيكية في أمعاء الطيور أو تنتقل إلى صغارها عبر التقيؤ الطوعي بغرض إطعام الأخيرة.

في سياق متصل، يحذر الخبراء من أن القدرة العالمية على التصدي للتلوث البلاستيكي لا تواكب النمو المتوقع في سوق البلاستيك.

بحلول عام 2030 مثلاً، وحتى مع تنفيذ تدابير طموحة لخفض البلاستيك، يقول الخبراء إن ما يصل إلى 53 مليون طن متري من البلاستيك يمكن أن يدخل النظم الإيكولوجية المائية سنوياً، وفي حال عدم تحسين الإجراءات، "يحتمل أن يصل الرقم المذكور إلى 90 مليون طن سنوياً".

ولما كان عمر البلاستيك طويلاً، إذ يحتاج إلى عقود قبل أن يتحلل في الطبيعة، يقول التقرير إن التلوث الذي يلحقه بالبيئة عالمياً يمكن أن يزداد بشكل كبير لسنوات مقبلة، على الرغم من أن التداعيات الطويلة المدى على النظم الإيكولوجية وشبكة الغذاء وصحة الإنسان غير واضحة حتى الآن.

"جلي أن فجوات كبيرة تشوب المنشورات العلمية حول التهديدات المحدقة بكثير من الأنواع الحية التي تشملها "اتفاقية حفظ الأنواع البرية المهاجرة" نتيجة التلوث البلاستيكي. لذا علينا أن ننهض بمزيد من البحث كي نحدد بشكل أفضل المخاطر التي تتعرض لها هذه الحيوانات، ونتخذ الخطوات المناسبة للحد منها"، على ما جاء في تقرير الأمم المتحدة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة