بعد نحو أسبوع من إطلاق القوات النيجيرية عمليات في ولاية زمفرا مستهدفة عصابات متهمة بخطف جماعي في مدارس في شمال غربي البلاد، أعلنت الحكومة، الاثنين 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، الإفراج عن عشرات التلاميذ المختطفين.
وكانت القوات النيجيرية تعرضت لاعتداء في زمفرا، نهاية الأسبوع الماضي، عندما هاجم مسلحون قاعدة عسكرية وقتلوا 12 عنصراً أمنياً، فيما اقتحم مسلحون سجناً في ولاية أخرى بوسط البلاد وحرروا أكثر من 200 سجين.
وقطع المسؤولون الاتصالات في أنحاء الولاية لمنع تبادل المعلومات، في إطار الهجوم الذي جاء بعد خطف أكثر من 70 تلميذاً وعدد من المعلمين من مدرسة كايا في زمفرا في الأول من سبتمبر.
وقال مصدر في الحكومة المحلية لوكالة الصحافة الفرنسية "أُفرج في المجموع عن 75 رهينة من مدرسة كايا الثانوية مساء الأحد. بدا الجميع بصحة جيدة وسالمين".
وأظهر مقطع مصور نشره مكتب حاكم الولاية بيلو ماتاوالي هذا الأخير وهو يحيي الحافلات التي امتلأت بالتلاميذ مساء.
وقال مصدر أمني والمصدر في الحكومة المحلية إن الخاطفين أفرجوا عن الرهائن في مقابل وعد بالسماح لهم بالخروج من الغابة إلى حيث لجأوا بعدما حاصر الجيش معسكرهم.
وساعد قطع الاتصالات الجنود في الوصول إلى معسكر العصابات من دون الكشف عن العمليات، بحسب المصدر في الحكومة المحلية.
وأوضح المصدر أن "جيب العصابات حوصر من جانب القوات الأمنية ووافقوا على إطلاق سراح الرهائن في مقابل ممر آمن"، مضيفاً أن "المهمة كانت إنقاذ الرهائن بسلام، وقد أفرجت عنهم العصابات من دون أن يلحق بهم أذى".
وتتكرر عمليات الخطف الجماعي في أجزاء من الدولة الأكثر تعداداً للسكان في أفريقيا، وحيث يواجه الرئيس محمد بخاري ضغوطاً لتعزيز الأمن في وقت تكافح قواته المسلحين في شمال شرقي البلاد، والعصابات في مناطق أخرى.
وعلى الرغم من العمليات الأمنية في ولاية زمفرا، هاجم مسلحون قاعدة عسكرية في الولاية السبت وقتلوا 12 من عناصر الأمن، بينهم تسعة مسؤولين من البحرية، ثم عمدوا إلى سرقة أسلحة وإحراق مبانٍ، وفق مسؤولين أمنيين الاثنين.
ولم تتضح بعد الجهة التي شنت الهجوم في موتومجي، لكن القاعدة التي تبعد قرابة 80 كيلومتراً عن عاصمة الولاية غوساو، تُعدّ موقعاً رئيساً للأنشطة اللوجستية والاستطلاعية في معركة الجيش ضد "قطّاع الطرق".
ويهاجم مسلحون في شمال شرقي نيجيريا قواعد الجيش بشكل متكرر في ولاية بورنو، التي كانت مركز تمرّد استمر 12 عاماً وأودى بأربعين ألف شخص.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن هجمات العصابات التي تقتحم قرى وتنفّذ عمليات خطف مقابل فدية ازدادت في الولايات الواقعة في شمال غربي البلاد ووسطها.
وفي يوليو (تموز) الماضي، أسقط مسلحون من أفراد عصابة طائرة تابعة لسلاح الجو فوق زمفرا أثناء عودتها من إتمام عملياتها. ونجا الطيار بنفسه وتمكّن من تجنّب احتجازه من قبل المسلحين.
كذلك هاجم مسلحون أكاديمية الدفاع لقوات النخبة في شمال غربي ولاية كادونا الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل ضابطين وخطف آخر في هجوم طاول أحد رموز القوات المسلّحة.
وفي هجوم منفصل، اقتحم مسلحون سجناً في ولاية كوغي الليلة الماضية وأطلقوا سراح عشرات السجناء، وفق متحدث باسم السجن الاثنين.
وأُطلق سراح قرابة 240 سجيناً خلال الهجوم على سجن كاستوديال في كابا في ولاية كوغي، وفق بيان للمتحدث باسم هيئة السجن فرانسيس إينوبور.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كثفت العصابات هجماتها على المدارس، وخُطف أكثر من ألف تلميذ هذا العام في عدد من العمليات.
وأُطلق سراح معظم التلاميذ بعد مفاوضات، فيما تمكن عدد منهم من الفرار. لكن العشرات ما زالوا محتجزين في مخابئ في الغابات.